ببعضها ، فهو إذا ذكره لا يزيد على قوله : «الشيخ ابن تيمية» (ص ٥٥ ، ٦٠ ـ الرفع والتكميل) ، مع الاعتراف بأننا لا ندري على وجه اليقين بقصده ب «الشيخ» هنا ، هل يعني في العلم والفضل ، أم في العمر والسن ، أم في الزيغ والضلال. وكان المفروض أن لا نتوقف في حمله على المعنى الأول ، ولكن منعني من ذلك علمي أن أبا غدة «كوثري» كما عرفت ، والكوثري يرمي ابن تيمية في كثير من تعليقاته بالزيغ والضلال! بل لقد قال في كتابه «الاشقاق» (ص ٨٩) :
«إن كان ابن تيمية لا يزال يعد شيخ الاسلام ، فعلى الاسلام السلام»! وغالب ظني أن هذه الكلمة ـ وأبو غدة متأثر بها قطعا لأنها من شيخه «أستاذ المحققين الحجة ..» ـ هي السبب في اقتصار أبي غدة على لفظ «الشيخ ابن تيمية» دون «شيخ الاسلام» لأنه لو فعل لكان عاقا لشيخه وذلك ما لا يكون منه إلا أن يشاء الله هدايته! أقول هذا مع علمي أنه أطلق مرة هذا اللقب عليه في تعليقه على «الأجوبة الفاضلة» (ص ٩٢) ، فإن كان ذلك عن اعتقاد منه بما كتب ورام ، ولم يكن منه رمية من غير رام ، ولا على سبيل ما يعتقده الناس في بلد إقامته الموقتة «الرياض» ولا من قبيل الزلفى به إليهم ، أو غير ذلك من الاحتمالات التي قد تخطر في البال ، فيكون أبو غدة بإطلاقه المذكور ، قد أعلن براءته من شيخه الكوثري في كلمته السابقة. فلعل عنده من الشجاعة الأدبية ما يتجرأ به على أن يعلن صراحة أنه كتب ذلك عن قناعة واعتقاد فقط ، وأن ابن تيمية رحمهالله هو شيخ الاسلام حقا. وأن كلمة شيخه الكوثري المتقدم في رد ذلك هو كافر بها ومتبرئ منها ، فإن فعل ، وذلك مما أشك فيه ، سألت الله لنا وله التثبيت!
ومهما يكن قصد أبي عدة من قوله «الشيخ ابن تيمية» ، فالذي لا يشك فيه أنه تلميذ الكوثري حقيقة ومذهب وإذا كان كذلك فلا يمكن أن يكون سلفي المذهب في التوحيد والصفات ، كما كان عليه ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب ، رحمة الله عليهم ، لأن شيخه الكوثري يعاديهم في ذلك أشد المعاداة ، وقد قدمت إليك بعد ما رماهم به من التهم كالتجسيم وغيره ، ومن نسبته ابن تيمية خاصة إلى