الحاضرين والغيّاب أولى.
ولقول الصادق عليهالسلام : « كلّما ذكرت الله والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو من الصلاة ، فإذا قلت : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فقد انصرفت » (١) وسأله أبو كهمش عن الركعتين الأوليين إذا جلست فيهما ، فقلت وأنا جالس : السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته انصراف هو؟ قال عليهالسلام : « لا ، ولكن إذا قلت : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فهو الانصراف » (٢).
مسألة ٢٩٣ : ويجب الصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في التشهدين عند علمائنا أجمع لقوله تعالى ( صَلُّوا عَلَيْهِ ) (٣) والأمر للوجوب ، ولا يجب في غير الصلاة إجماعا فيجب فيها ، ولأن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ( لا يقبل صلاة إلاّ بطهور ، وبالصلاة عليّ ) (٤) ولقول الصادق عليهالسلام : « من صلّى ولم يصلّ على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتركه عامدا فلا صلاة له » (٥).
وقال الشافعي : إنها واجبة في التشهد الأخير خاصة. وبه قال أحمد في إحدى الروايتين ، وإسحاق ، وأبو مسعود الأنصاري (٦) ، وفي مشروعيتها في الأول للشافعي قولان (٧) ، لأن العبادة إذا شرط فيها ذكر الله تعالى بالشهادة
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٣٧ ـ ٦ ، التهذيب ٢ : ٣١٦ ـ ١٢٩٣.
(٢) التهذيب ٢ : ٣١٦ ـ ١٢٩٢.
(٣) الأحزاب : ٥٦.
(٤) سنن الدارقطني ١ : ٣٥٥ ـ ٤.
(٥) التهذيب ٤ : ١٠٩ ـ ٣١٤ ، الاستبصار ١ : ٣٤٣ ـ ١٢٩٢ ونحوه في الفقيه ٢ : ١١٩ ـ ٥١٥.
(٦) المجموع ٣ : ٤٦٥ و ٤٦٧ ، فتح العزيز ٣ : ٥٠٣ ، مغني المحتاج ١ : ١٧٣ ، المغني ١ ٦١٤ ، الشرح الكبير ١ : ٦١٣ و ٦١٤.
(٧) المجموع ٣ : ٤٦٠ ، فتح العزيز ٣ : ٥٠٥.