وقال تعالى : (وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ) [سورة آل عمران ، الآية : ١٥٦] ، وغيرهما من الآيات الشريفة ، ولذا خص سبحانه هذه الآية بكونها بإذن الله تعالى وفعله عزوجل ، دفعا لتوهّم الالوهية في فاعلها.
ويستفاد من جمع (الموتى) ، تعدّد صدور هذه المعجزة وكثرتها. وإنما كرّر سبحانه (بِإِذْنِ اللهِ) ، لبيان أن هذه المعجزات التي صدرت عن عيسى عليهالسلام مستندة إلى الله تعالى ، ودفعا لتوهّم الغلو فيه ، باعتبار أن فاعلها ليس من جنس البشر.
ويستفاد من هذا التعبير عدم استقلال عيسى عليهالسلام في شيء من ذلك ، وأكّد سبحانه وتعالى ذلك بحكايته عزوجل عن قوله في آخر هذه الآيات : (إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) ، فلا مجال لإضلال الناس فيه.
قوله تعالى : (وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ).
آية اخرى فيها الأخبار بالمغيبات التي يختصّ علمها بالله تعالى ، أو من علّمه عزوجل ، وظهور الآية فيه واضح ، لأن الإنسان قد يهيء لنفسه أمورا لا يطلع عليها غيره ، فإذا اخبر بها أحد غيره من دون وساطة وسبب ظاهري لا يشك في أنه إخبار بغيب مكنون ، وإنّ المخبر بها على اتصال بعالم الغيب.
وإنما خصّ ما يأكله الإنسان وما يدّخره باعتبار كونهما مألوفين عنده ، وأنهما يأخذان نصيبا وافرا من حياته ، وفي الإخبار بهما وإظهار هما للعيان لا يسع لأحد إنكاره.
قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
أي : أن تلك الخوارق والمعجزات كافية في الهداية والرشاد ، كما أنها داعية بدلالتها الواضحة القاطعة إلى الإيمان برسالتي وصدقي فيها إن كنتم صادقين في دعواكم الإيمان بالله تعالى ، فإنه عليهالسلام بعث إلى قوم يدّعون أنهم مؤمنون.
والإيمان بالله تعالى يدعو إلى الإذعان بأنه عزوجل يرسل الرسل لتكميل النفوس وهداية العباد وإرشادهم إلى الصلاح ، ولا يعقل أن تظهر المعجزة على يد