فقال : لا تطيق. فقلت : قد استحييت من ربّي ، ولكن أصبر عليها. فناداني مناد : كما صبرت عليها ، فهذه الخمس بخمسين ، كلّ صلاة بعشر ، من همّ من أمّتك بحسنة يعملها فعملها كتبت له عشرا ، وإن لم يعملها كتبت له واحدة ، ومن همّ من أمّتك بسيّئة فعملها كتبت عليه واحدة ، وإن لم يعملها لم أكتب عليه شيئا».
فقال الصادق عليهالسلام : «جزى الله موسى عن هذه الأمة خيرا». فهذا تفسير قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) إلى آخر الآية (١).
ثمّ قال علي بن إبراهيم : وروى الصادق عليهالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنه قال : «بينا أنا راقد في الأبطح وعليّ عن يميني ، وجعفر عن يساري ، وحمزة بين يديّ ، إذا أنا بخفيق أجنحة الملائكة ، وقائل يقول : إلى أيّهم بعثت يا جبرئيل؟ فقال : إلى هذا ـ وأشار إليّ ـ ثمّ قال : هو سيّد ولد آدم ، وهذا وصيّه ووزيره وختنه وخليفته في أمّته ، وهذا عمّه سيد الشهداء حمزة ، وهذا ابن عمّه جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنّة مع الملائكة ، دعه فلتنم عيناه ، ولتسمع أذناه ، وليع قلبه ، واضربوا له مثلا : ملك بنى دارا واتّخذ مأدبة وبعث داعيا. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : فالملك الله ، والدار الدنيا ، والمأدبة الجنّة ، والداعي أنا».
قال : «ثمّ أدركه جبرئيل بالبراق وأسرى به إلى بيت المقدس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء وآيات الأنبياء ، فصلّى فيها وردّه من ليلته إلى مكّة ، فمرّ في رجوعه بعير لقريش ، وإذا لهم ماء في آنية ، فشرب منه وصبّ باقي الماء ، وقد كانوا أضلّوا بعيرا لهم ، وكانوا يطلبونه فلمّا أصبح ، قال لقريش : إنّ الله قد أسرى بي في هذه الليلة إلى بيت المقدس ، فعرض عليّ محاريب الأنبياء
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣.