إليه ، وقال : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ)(١) من أن تنظر إحداهنّ إلى فرج أختها ، وتحفظ فرجها من أن ينظر إليها ـ وقال ـ كلّ شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلا هذه الآية ، فإنّها من النظر.
ثمّ نظم ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في آية أخرى ، فقال : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ)(٢) يعني بالجلود الفروج والأفخاذ ، وقال : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) فهذا ما فرض الله على العينين من غضّ البصر عمّ حرّم الله عزوجل ، وهو عملهما ، وهو من الإيمان» (٣). والحديث طويل.
وقال الحسن (٤) بن علي عليهمالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ أبا بكر مني بمنزلة السّمع ، وإنّ عمر منّي بمنزلة البصر ، وإن عثمان منّي بمنزلة الفؤاد ـ قال ـ فلمّا كان من الغد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان فقلت له : يا أبت ، سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا ، فما هو؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم ، ثمّ أشار بيده إليهم ، فقال : هم السمع والبصر والفؤاد ، وسيسألون عن ولاية وصيّي هذا ، وأشار إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. ثمّ قال : إن الله عزوجل يقول : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : وعزّة ربي إن جميع أمّتي لموقوفون يوم القيامة ، ومسؤولون عن ولايته ، وذلك قول الله عزوجل : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)(٥)» (٦).
__________________
(١) النور : ٣١.
(٢) فصلت : ٢٢.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٨ ، ح ١.
(٤) في «ط» : الحسين.
(٥) الصافات : ٢٤.
(٦) معاني الأخبار : ص ٣٨٧ ، ح ٢٣.