وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) ، وقال : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً)(١) ، وقال : (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)(٢) وقال : (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ)(٣).
وقد قضى الله على موسى عليهالسلام وهو مع قومه يريهم الآيات والعبر (٤) ، ثمّ مرّوا على قوم يعبدون أصناما (قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)(٥) واستخلف موسى هارون عليهماالسلام فنصبوا (عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى)(٦) وتركوا هارون ، فقال : (يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى)(٧) فضرب لكم أمثالهم ، وبيّن لكم كيف صنع بهم».
وقال : «إنّ نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقبض حتى أعلم الناس أمر عليّ عليهالسلام ، فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه. وقال : إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي. وكان صاحب راية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المواطن كلّها ، وكان معه في المسجد يدخله على كلّ حال ، وكان أوّل الناس إيمانا به ، فلمّا قبض نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان الذي كان ، لما قد قضي من الاختلاف ، عمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد ، فلمّا رأى ذلك عليّ عليهالسلام ، ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن الناس ففرغ إلى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف ، فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع ، فقال عليّ عليهالسلام : لا أخرج حتى أجمع القرآن ، فأرسل إليه مرّة أخرى ، فقال : لا أخرج حتى أفرغ ،
__________________
(١) فاطر : ٤٣.
(٢) يونس : ١٠٢.
(٣) الروم : ٣٠.
(٤) في «ط» : والمثل.
(٥) الأعراف : ١٣٨.
(٦) طه : ٨٨.
(٧) طه : ٩٠ ـ ٩١.