بابا إلى النار ، حتى يأتينا وما له عندنا شرّ له ـ قال ـ ثمّ يضربانه بمرزبّة معهما ثلاث ضربات ليس منها ضربه إلّا تطاير قبره نارا ، ولو ضربت تلك الضّربة على جبال تهامة ، لكانت رميما».
قال أبو عبد الله عليهالسلام : «ويسلّط الله عليه في قبره الحيّات والعقارب تنهشه نهشا ، والشياطين تغمّه غمّا ، يسمع عذابه من خلق الله إلّا الجنّ والإنس ، وإنه ليسمع خفق نعالهم ، ونفض أيديهم ، وهو قول الله : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ـ قال ـ عند موته (وَفِي الْآخِرَةِ) ـ قال ـ قال في قبره (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) (١).
وقال علي بن أبي طالب عليهالسلام : «إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأوّل يوم من الآخرة ، مثّل له ماله وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله ، فيقول : والله إنّي كنت عليك لحريصا شحيحا ، فما عندك؟ فيقول : خذ منّي كفنك. فيلتفت إلى ولده ، فيقول : والله إني كنت لكم محبّا ، وإني كنت عليكم لمحاميا ، فماذا عندكم؟ فيقولون : نؤدّيك إلى حفرتك ونواريك فيها. فيلتفت إلى عمله ، فيقول : والله إني كنت فيك لزاهدا ، وإن كنت عليّ لثقيلا ، فما عندك؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حين أعرض أنا وأنت على ربّك.
فإن كان لله وليّا ، أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم رياشا ، فيقول : أبشر بروح وريحان وجنّة نعيم ، قدمت خير مقدّم ، فيقول : من أنت؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ارتحل من الدنيا إلى الجنّة. وإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجّله ، فإذا أدخل قبره أتاه اثنان ، هما فتّانا القبر ، يجرّان أشعارهما ، ويبحثان الأرض بأنيابهما ، أصواتهما كالرّعد العاصف ، وأبصارهما كالبرق
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٨.