فقال : «كان عيسى في تلك الحال آية للناس ، ورحمة من الله لمريم حين تكلّم فعبر عنها ، وكان نبيّا حجّة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثمّ صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان ، وكان زكريّا الحجّة لله عزوجل على الناس بعد ما صمت عيسى سنتين ، ثمّ مات زكريا عليهالسلام ، فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة ، وهو صبيّ صغير ، أما تسمع لقوله عزوجل (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) ، فلما بلغ عيسى عليهالسلام سبع سنين تكلم بالنبوّة والرسالة حين أوحى الله تعالى إليه ، فكان عيسى الحجّة على يحيى وعلى الناس أجمعين» (١).
٢ ـ قال أبو حمزة الثمالي : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : فما عنى الله بقوله في يحيى : (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا)؟ قال : «تحنّن الله».
قال : قلت : فما بلغ من تحنّن الله عليه؟ قال : «كان إذا قال : يا ربّ ، قال الله عزوجل : لبيك يا يحيى» (٢).
٣ ـ قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : «إنّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم ولد ويخرج من بطن أمّه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث حيا فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا ، وقد سلّم عيسى بن مريم عليهالسلام على نفسه في هذه الثلاثة مواطن ، فقال : (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)(٣)» (٤).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ٣١٣ ، ح ١.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٨٨ ، ح ٣٨.
(٣) مريم : ٣٣.
(٤) الخصال : ص ١٠٧ ، ح ٧١.