كلّ رجل منهم ألف ملك من قدّامة ، وعن يمينه ، وعن شماله ، يزفّونهم زفّا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنّة الأعظم.
وعلى باب الجنّة شجرة ، الورقة منها يستظلّ تحتها مائة ألف من الناس ، وعن يمين الشجرة عين مطهّرة مزكيّة ، فيسقون منها شربة. فيطهّر الله قلوبهم من الحسد ، ويسقط عن أبشارهم الشعر ، وذلك قوله تعالى : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً)(١) من تلك العين المطهّرة ، ثم يرجعون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة ، فيغتسلون منها وهي عين الحياة ، فلا يموتون أبدا.
ثم يوقف بهم قدّام العرش ، وقد سلموا من الآفات والأسقام ، والحرّ والبرد أبدا. قال : فيقول الجبّار للملائكة الذين معهم : احشروا أوليائي إلى الجنّة ، ولا توقفوهم مع الخلائق ، فقد سبق رضاي عنهم ، ووجبت رحمتي لهم ، فكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات؟! فتسوقهم الملائكة إلى الجنة ، فإذا انتهوا إلى باب الجنة الأعظم ضرب الملائكة الحلقة ضربة ، فتصرّ صريرا ، فيبلغ صوت صريرها كلّ حوراء خلقها الله وأعدّها لأوليائه ، فيتباشرن إذا سمعن صرير الحلقة ، ويقول بعضهن لبعض : قد جاءنا أولياء الله ، فيفتح لهم الباب ، فيدخلون الجنّة. ويشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميّات ، فيقلن : مرحبا بكم ، فما كان أشدّ شوقنا إليكم! ويقول لهنّ أولياء الله مثل ذلك.
فقال عليّ عليهالسلام : من هؤلاء ، يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم يا عليّ ، هؤلاء شيعتك والمخلصون في ولايتك ، وأنت إمامهم ، وهو قول الله عزوجل (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) على الرّحائل (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً)(٢).
__________________
(١) الإنسان : ٢١.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٥٣.