فذلك لا سبيل له.
وقد قيل للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من ولي الله يا نبي الله؟
فقال : وليّكم في هذا الزمان علي عليهالسلام ومن بعده وصيّه ولكل زمان عالم يحتجّ الله به ، لئلا يكون كما قال الضّلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم : (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) ، بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء ، فأجابهم الله عزوجل : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى).
وإنّما كان تربصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما ، فعيّرهم الله بذلك ، فالأوصياء هم أصحاب الصّراط ، وقوفا عليه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عزوجل ، عرّفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه ، فقال عزوجل : (الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)(١) ، وهم الشهداء على أوليائهم والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الشهيد عليهم ، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبيّ عليهم الميثاق بالطاعة ، فجرت نبوّته عليهم ، وذلك قول الله عزوجل : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً)(٢)» (٣).
__________________
(١) الأعراف : ٤٦.
(٢) النساء : ٤١ و ٤٢.
(٣) مختصر بصائر الدرجات : ص ٥٣.