فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) ، قال : يسألونهم الكنوز ، ولهم علم بها ـ قال ـ فيقولون : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) بالسيف (١)» (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام في قوله (خامِدِينَ) : لا تبقى منهم عين تطرف» (٣).
وقال سعيد بن المسيب : كان علي بن الحسين عليهماالسلام يعظ الناس ، ويزهّدهم في الدنيا ، ويرغّبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كلّ جمعة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحفظ عنه وكتب ـ وذكر الحديث إلى أن قال عليهالسلام : «ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم ، حيث قال : (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً) ، وإنما عنى بالقرية أهلها ، حيث يقول (وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ) فقال الله عزوجل : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) يعني يهربون ، قال : (لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) ، فلمّا أتاهم العذاب (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) وأيم الله إن هذه موعظة لكم وتخويف إن اتّعظتم وخفتم.
ثمّ رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب ، فقال الله عزوجل : (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ)(٤). فإن قلتم ـ أيها الناس ـ إن الله عزوجل إنما عنى بهذا أهل الشرك ، فكيف ذلك وهو يقول : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ
__________________
(١) زاد في النسخ : وهو سعيد بن عبد الملك الأموي ، صاحب سعيد بالرحبة.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٥١ / ١٥.
(٣) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٢٦ ، ح ٧.
(٤) الأنبياء : ٤٦.