قال : الحسين بن خالد : فقلت للرضا عليهالسلام : يا بن رسول الله ، فما معنى قول الله عزوجل : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى)؟ قال : «لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه» (١).
وقال محمد بن أبي عمير : سمعت موسى بن جعفر عليهماالسلام يقول : «لا يخلّد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال وأهل الشرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال الله تبارك وتعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً)(٢)».
قال : فقلت له : يا بن رسول الله ، فالشفاعة لمن تجب من المذنبين؟
فقال : «حدّثني أبي ، عن آبائه ، عن عليّ عليهمالسلام قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يقول : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي ، فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل».
قال ابن أبي عمير : فقلت له : يا بن رسول الله ، فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر ، والله تعالى ذكره يقول : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى به؟
فقال : «يا أبا أحمد ، ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلّا ساءه ذلك ، وندم عليه ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : كفى بالنّدم توبة. وقال عليهالسلام : من سرّته حسنته وساءته سيّئته فهو مؤمن. فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ، ولم تجب له الشفاعة ، وكان ظالما ، والله ـ تعالى ذكره ـ يقول : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ)(٣)».
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ١٣٦ ، ح ٣٥.
(٢) النساء : ٣١.
(٣) غافر : ١٨.