الخلقتين فرفع السماء قبل الأرض ، فذلك قوله عزّ ذكره : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها)(١) يقول : بسطها».
فقال له الشاميّ : يا أبا جعفر ، قول الله عزوجل : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما)؟
فقال له أبو جعفر عليهالسلام : «فلعلّك تزعم أنهما كانتا رتقا متلازقتين متلاصقتين ففتقن إحداهما من الأخرى؟». فقال : نعم.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «استغفر ربك ، فإن قول الله عزوجل : (كانَتا رَتْقاً) يقول كانت السماء رتقا لا تنزل المطر ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحبّ ، فلمّا خلق الله تبارك وتعالى الخلق ، وبثّ فيها من كلّ دابّة ، فتق السماء بالمطر ، والأرض بنبات الحبّ».
فقال الشاميّ : أشهد أنك من ولد الأنبياء ، وأن علمك علمهم» (٢).
وقال الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم) : «جاء يهوديّ إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا محمد ، أنت الذي تزعم أنك رسول الله ، وأنه أوحى إليك كما أوحى إلى موسى بن عمران؟ قال : نعم ، أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، أنا خاتم النبيّين ، وإمام المتقين ، ورسول ربّ العالمين.
فقال : يا محمد ، إلى العرب أرسلت ، أم إلى العجم ، أم إلينا؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني رسول الله إلى الناس كافّة. وسأله اليهوديّ عن مسائل ، وأجابه صلىاللهعليهوآلهوسلم عنها ، وفي كلّ جواب مسألة يقول اليهوديّ له : صدقت. فكان فيما سأله أن قال : أخبرني عن فضلك على النبيّين ، وفضل عشيرتك على الناس.
__________________
(١) النازعات : ٣٠.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٩٤ ، ح ٦٧.