الكفل ، فاختلف فيه ، فقيل : إنه كان رجلا صالحا ، ولم يكن نبيا ، ولكنه تكفل لنبي بصوم النهار ، وقيام الليل ، وأن لا يغضب ، ويعمل بالحق ، فوفى بذلك ، فشكر الله ذلك له وقيل : هو نبي اسمه ذو الكفل ، ولم يقص الله خبره مفصلا. وقيل : هو الياس ، وقيل : كان نبيا ، وسمي ذا الكفل بمعنى أنه ذو الضعف ، فله ضعف ثواب غيره ممن هو في زمانه ، لشرف عمله. وقيل : هو اليسع بن خطوب الذي كان مع الياس ، وليس اليسع الذي ذكره الله في القرآن. تكفل لملك جبار ، إن هو تاب دخل الجنة ، ودفع إليه كتابا بذلك ، فتاب الملك ، وكان اسمه كنعان ، فسمي ذا الكفل ، والكفل في اللغة هو الخط.
وفي كتاب النبوة بالإسناد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : كتبت إلى أبي جعفر عليهالسلام أسأله عن ذي الكفل ، وما اسمه ، وهل كان من المرسلين؟ فكتب عليهالسلام : إن الله بعث مائة ألف نبي ، وأربعة وعشرين ألف نبي ، المرسلين منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وإن ذا الكفل منهم. وكان بعد سليمان بن داود ، وكان يقضي بين الناس ، كما يقضي داود عليهالسلام ، ولم يغضب قط إلا لله تعالى ، وكان اسمه عدويا بن أدارين.
(وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا) أي : وأدخلنا هؤلاء الذين ذكرناهم من الأنبياء في نعمتنا. وأراد : غمرناهم بالرحمة. ولو قال رحمناهم لما أفاد ذلك ، بل أفاد أنه فعل بهم الرحمة (إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) أي : إنما أدخلناهم في رحمتنا ، لأنهم كانوا ممن صلحت أعمالهم (١).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ١٠٧.