والله ، ما على درجة الجنّة أكثر أرواحا منكم ، فتنافسوا في فضائل الدرجات ، أنتم الطيّبون ، ونساؤكم الطيّبات ، كل مؤمنة حوراء عيناء ، وكلّ مؤمن صدّيق ، ولقد قال أمير المؤمنين عليهالسلام لقنبر : يا قنبر ، أبشر وبشّر واستبشر ، فو الله لقد مات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو على أمّته ساخط إلّا الشيعة.
ألا وإنّ لكلّ شيء عزّا ، وعزّ الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء دعامة ، ودعامة الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء ذروة ، وذروة الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء شرفا ، وشرف الإسلام الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء سيدا ، وسيدّ المجالس مجلس الشيعة ، ألا وإنّ لكلّ شيء إماما ، وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة. والله ، لو لا ما في الأرض منكم ، ما رأيت بعين عشبا أبدا. والله ، لو لا ما في الأرض منكم ، ما أنعم الله على أهل خلافكم ، ولا أصابوا الطيّبات ، ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب ، كلّ ناصب وإن تعبّد واجتهد منسوب إلى هذه الآية (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً)(١) فكلّ ناصب مجتهد فعمله هباء ، شيعتنا ينطقون بنور (٢) الله عزوجل ، ومن يخالفهم ينطقون بتفلّت (٣).
والله ، ما عن عبد من شيعتنا ينام إلّا أصعد الله عزوجل روحه إلى السماء ، فيبارك عليها ، فإن كان قد أتى عليها أجلها ، جعلها في كنوز من رحمته ، وفي رياض جنّته ، وفي ظلّ عرشه ، وإن كان أجلها متأخّرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ، فيردّوها الجسد الذي خرجت منه ، لتسكن فيه ـ والله ـ إن حاجّكم وعمّاركم لخاصّة الله عزوجل ، وإنّ فقراءكم لأهل الغنى ، وإنّ أغنياءكم لأهل القناعة ، وإنكم كلّكم لأهل دعوته ، وأهل إجابته» (٤).
__________________
(١) الغاشية : ٣ و ٤.
(٢) في «ط» : بأمر.
(٣) في «ط» : بتغلّب.
(٤) الكافي : ج ٨ ، ص ٢١٢ ، ح ٢٥٩.