أما الفصول الثلاثة التي تليه فقد خصّها للإسراء والمعراج وما ندرج بعده من أحداث ، والهجرة إلى الحبشة ، وأخبار المقاطعة وصحيفتها ، ووفاة أبي طالب وخديجة رضوان الله عليهما ، وما رافق كلّ ذلك من أحداث ، وهجرته صلوات الله عليه وآله إلى الطائف ، مع دراسات لبعض السور القرآنية ومناسبات نزولها.
وتناول في الصول الثلاثة الباقية بيعة العقبة ، فذكر أخبارها ومن شارك فيها ، وأنت تقف في هذا المبحث على رؤى جديدة لا تراها في كتب السيرة المتداولة ، ثمّ تحدّث أيضاً عن مؤامرة قريش على قتل النبي ، ومبيت المرتضى في فراشه ، وكيفيّة هجرة المصطفى صلوات الله عليه وآله إلى المدينة ، وخروج علي من بعد بالفواطم ، وتقف في هذا المبحث على رؤى لا تقف عليها بهذا الوضوح والتوثيق عند كتّاب السيرة من مدرسة أهل الحديث.
لقد أعادني المؤلف في كتابه هذا إلى جيل الرواد من الكتّاب العظام الذين حينما تنظر إلى مؤلفاتهم الموسوعية تأخذنا الحيرة والدهشة من طول أناتهم وصبرهم على كتابتها ، ولا أشك في أن كتابه هذا سيحتسب ثوابه في ميان حسناته ، وسيبقى مصدراً مهماً من بعد لأجيال من الكتّاب والمؤرخين ، وإني في الوقت الذي أشدُّ على يده القويّة مهنئاً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليه بالعمر المديد كي يتحف المكتبة الاسلامية بكتب اُخرى تزيل قذىً ، وتجلو حقيقة ، وتُظهر حقّاً.
أد. صلاح مهدي الفرطوسي
عضو مجمع دمشق ـ هولندا