ذكر المسعودي في أوائل من تكلموا بالعربية عن نسل نوح ببابل العراق بعد الطوفان قال : وكان من تكلّم بالعربية : يعرب وجرهم ، وعاد ، وثمود ، وعملاق ، وطسم ، وجديس ، ووبار ، وعبيل وعبد ضخم ، فسار يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح (اي الجيل الخامس بعد نوح) بمن تبعه من ولده .. فحلّ باليمن.
وسار بعده عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح بولده ومن تبعه ، فحلّ بالأحقاف وأداني الرمل بين عمان وحضرموت واليمن وتفرّق هؤلاء في الأرض فانتشر منهم ناس كثير : منهم جيرون بن سعد بن عاد حلّ بدمشق فمصّر مصرها ، وجمع عمد الرّخام والمرمر إليها وشيّد بنيانها وسماها «ارم ذات العماد».
قال المسعودي : وهذا الموضع بدمشق في هذا الوقت ـ وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ـ سوق من أسواقها عند باب المسجد الجامع يعرف بجيرون ، وهو بنيان عظيم كان قصر هذا الملك (جيرون) عليه أبواب من نحاس عجيبة ، بعضها على ما كانت عليه ، وبعضها من مسجد الجامع.
وسار بعد عاد بن عوص : ثمود بن عابر بن ارم بن سام بن نوح ، بولده ومن تبعه ، فنزلوا الحجر الى فرع ، نحو وادي القرى بين الشام والحجاز ونبيّهم صالح عليهالسلام.
وسار بعد ثمود : جديس بن عابر بن ارم بن سام بن نوح ، بولده ومن تبعه ، وهؤلاء نزلوا اليمامة.
وسار بعد جديس : عملاق بن لاوذ بن ارم بن سام بن نوح ، بولده ومن تبعه فنزل هؤلاء أكناف الحرم والتهائم ، ثم انضافوا الى ملوك الروم فملّكتهم الروم على مشارف الشام والغرب والجزيرة من ثغور الشام فيما بينهم وبين فارس ، منهم السميدع بن هوبر ، ومنهم اذينة بن السميدع.