فلما قرأ العامل صحيفته قطع يديه ورجليه وصلبه!.
ثم ملك أخوه قابوس بن المنذر (١).
قال المسعودي : وملك النعمان بن المنذر (الرابع) وهو الذي يقال له :
أبيت اللّعن ، اثنتين وعشرين سنة (٢) ولتكرار اسم المنذر فيهم سمّوا : المناذرة.
قال اليعقوبي : وكان مع المنذر أهل بيت من امرئ القيس بن زيد ، وكان من أهل ذلك البيت عديّ بن زيد العبادي (النصراني) وكان خطيبا شاعرا قد كتب العربية والفارسية ، وكان المنذر قد جعل عندهم ابنه النعمان فأرضعوه وكان في حجورهم.
وكتب كسرى الى المنذر بأن يبعث له بقوم من العرب يترجمون له الكتب. فبعث بعديّ بن زيد وأخوين له ، فكانوا في كتّابه يترجمون له.
فلما مات المنذر قال كسرى لعديّ بن زيد : هل بقي من أهل هذا البيت من يصلح للملك؟
قال : نعم ، ان للمنذر ثلاثة عشر ولدا كلهم يصلح لما يريد الملك!
فبعث فأقدمهم ومعهم النعمان الذي ربّاه أهل بيت عديّ بن زيد.
فأنزلهم عديّ بن زيد كل واحد على حدته ، وكان يفضّل اخوة النعمان عليه في النزل ويريهم أنه لا يرجوه ، ويخلو بهم رجلا رجلا ويقول لهم : ان سألكم الملك : هل تكفوني العرب؟ فقولوا له : لن نكفيكهم! الا النعمان فقد قال له : ان سألك الملك عن اخوتك فقل : ان عجزت عنهم فأنا عن العرب اعجز!
__________________
(١) اليعقوبي ١ : ٢١١ وهو الذي اشتبك مع المنذر بن الحارث التنوخي الغسّاني في معارك أهمها معركة عين أباغ سنة (٥٧٠ م) هزم فيها من المنذر الغساني ـ العصر الجاهلي ، لشوقي ضيف : ٤١.
(٢) مروج الذهب ٢ : ٧٥ ، من (٥٨٠ ـ ٦٠٢) العصر الجاهلي لشوقي ضيف : ٤٦.