ثمّ وردت سليح من قضاعة أيضا الشام فغلبت على تنوخ من قضاعة وتنصّرت فملّكها الروم على العرب الّذين بالشام ، وهم ولد سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة أيضا.
فلمّا سارت غسّان الى الشام غلبت على من بالشام من العرب فملكها الروم على العرب ، فكان أوّل ملك من ملوك غسّان بالشام : الحارث بن عمرو بن عامر بن حارثة ، ثم ملك بعده الحارث بن ثعلبة بن جفنة بن عمرو بن عامر بن حارثة ، وملك بعده النعمان بن الحارث بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة ، ثم ملك بعده المنذر بن الحارث بن جبلة بن ثعلبة بن جفنة بن عمرو ، ثمّ ملك بعده عوف بن المنذر ، ثمّ ملك بعده الحارث بن المنذر ، وكان هذا على عهد بعثة رسول الله صلىاللهعليهوآله ودعاه النبي صلىاللهعليهوآله الى الإسلام ورغّبه فيه ولم يسلم ، وملك بعده جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث ، وهو الّذي أسلم وارتد عن دينه خوف العار والقود. فجميع من ملك من ملوك غسّان بالشام أحد عشر ملكا ، وكانت ديار ملوك غسّان باليرموك والجولان وغيرهما من غوطة دمشق واعمالها ، ومنهم من نزل الأردن من أرض الشام (١).
وقال اليعقوبي : «كانت قضاعة أوّل من قدم الشام من العرب ، فصارت الى ملوك الروم ودخلوا في النصرانية فملّكوهم فكان أوّلهم : تنوخ ابن مالك بن فهم بن تيم الله بن الأسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
ثم ورد بنو سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الى الشام فغلبوا على تنوخ من بني قضاعة ، ودخلوا في ذمة الروم وتنصّروا وأقاموا على ذلك. فلمّا تفرقت الأزد بسيل العرم وصار من صار منهم الى تهامة ، ومن صار الى يثرب ، ومن صار الى عمان ، صارت غسّان الى الشام فقدموا أرض البلقاء» (٢).
__________________
(١) مروج الذهب ٢ : ٨٣ ـ ٨٦.
(٢) اليعقوبي ١ : ٢٠٦.