الحرم من ولد اسماعيل صغارا فولي البيت المضاض بن عمرو الجرهمي جدّ ولد اسماعيل. ولم يكن أحد يقوم بأمر الكعبة في ايام جرهم غير ولد اسماعيل وكانت جرهم في ايّامها تطيعهم ، تعظيما منهم لهم ومعرفة بقدرهم ، غير انّ ولد اسماعيل كانوا يسلمون ملك مكّة لجرهم للخؤولة.
فقام بأمر الكعبة بعد نابت أمين ثمّ يشجب بن أمين ثم الهميسع ثمّ ادد ثمّ عدنان بن ادد ثمّ معدّ بن عدنان ، ثمّ نزار بن معد ، ثم إياد (١) ثم خرجت ولاية البيت من أيديهم الى خزاعة (٢) ، وسنذكر خبره فيما يأتي. هذا ما قاله اليعقوبي بشأن الجمع بين ولاية البيت وملك مكّة.
وقال المسعودي : لمّا قبض اسماعيل قام بالبيت بعده نابت بن اسماعيل ، ثم غلبت جرهم على ولد اسماعيل من بعد نابت فقام بأمر البيت بعده اناس من جرهم : أوّلهم الحارث بن مضاض. وكان ينزل هناك في الموضع المعروف بقعيقعان في أعلى مكّة وكان كلّ من دخل مكّة بتجارة عشّرها عليه.
وكان السميدع بن هوبر بن لاوي بن قبطور بن كركر بن حيدان ينزل ببني كركر في أجياد من أسفل مكّة ، فأخذ يعشّر من دخل مكّة من ناحيته ، فنازع الحارث بن مضاض سلطانه.
فخرج الحارث بن مضاض ملك جرهم تتقعقع معه الرماح والدّرق ، فسمّي الموضع بقعيقعان لما ذكرنا ، وخرج السميدع ملك العماليق ومعه الجياد من الخيل ، فعرف الموضع بأجياد الى هذا الوقت. فكانت للعماليق وهم على جياد الخيل على جرهم ، فسمّي الموضع فاضحا الى هذا الوقت لفضيحة جرهم.
__________________
(١) اليعقوبي ١ : ٢٢١ ـ ٢٢٦.
(٢) اليعقوبي ١ : ٢٣٨ ، ومروج الذهب ٢ : ٢٩.