فبادروا نحو مكّة (١) واستوطنوها مع اسماعيل ، وتزوج اسماعيل : سامة بنت مهلهل بن سعد بن عوف بن هيني بن نبت بن جرهم.
وعاش اسماعيل مائة وسبعا وثلاثين سنة ، وولد له اثنا عشر ولدا ذكرا وهم : نابت ، وقيدار ، وأدبيل ، وميشام ، ومشمع ، ودوما ، ودوام ، ومشا ، وحدّاد ، وثيما ، ويطور ، ونافش ، وكل هؤلاء قد انسل.
وقبض اسماعيل وله مائة وسبع وثلاثون سنة ، فدفن في المسجد الحرام حيال الموضع الّذي فيه الحجر الأسود (٢).
وقال اليعقوبي : انّ ولد جرهم بن عامر لمّا صار إخوتهم من بني قحطان بن عامر (٣) الى اليمن فملّكوا ، صاروا هم الى أرض تهامة فجاوروا اسماعيل بن ابراهيم. فتزوج اسماعيل : الحنفاء بنت الحارث بن مضاض الجرهمي ، فولدت له اثني عشر ذكرا» ثمّ ذكر أسماءهم فقال «وهذه الأسماء تختلف في الهجاء واللغة لأنّها مترجمة من العبرانية» ثمّ قال : فلمّا كملت لإسماعيل مائة وثلاثون سنة توفي فدفن في الحجر.
فلمّا توفي اسماعيل ولي البيت بعده نابت بن اسماعيل. ثم افترق ولد اسماعيل فمنهم من افترق في البلاد يطلبون السعة وهم الكبار منهم ، وكان من بقي منهم في
__________________
(١) لا يخفى انّ هذا خلاف ما مرّ من خبر القمي في تفسيره عن الصادق عليهالسلام ، وأنّ جرهم كانت نازلة بعرفات ، وأنّها أوّل من التقى بهاجر وسكن معها حول زمزم.
(٢) كذا في مروج الذهب ٢ : ١٩ ـ ٢١ وسيأتي الصحيح عن اليعقوبي انه دفن في الحجر ، ولذلك سمّي حجر اسماعيل ، لا حيال الحجر الأسود. ولعل الأسود زيادة تحريف من النساخ.
(٣) كذا ، وقد مرّ تأكيد المسعودي في نسب قحطان : أنّه قحطان بن عابر ، وأنّ جرهم هو ابن قحطان. وفي موضع آخر ان جرهم هو الجد الثامن للحارث بن مضاض الجرهمي الّذي نزل ببني جرهم بمكّة. وهو الصحيح الّذي يدلّ عليه ما مرّ من خبر علي بن ابراهيم القميّ عن الصادق عليهالسلام ، في تفسيره : ١ : ٦١.