فخرجوا ينظرون الى الطير فاذا ليس من الطير الّا ومعه ثلاثة أحجار : في منقاره ورجليه يقتل بكل حصاة واحدا من القوم. فلمّا أتوا على جميعهم انصرف الطير ، ولم ير قبل ذلك الوقت ولا بعده. وأتوا العسكر فإذا هم أمثال الخشب النخرة (١).
وروى الكليني في (روضة الكافي) والصدوق في (علل الشرائع) بسندهما عن الباقر عليهالسلام قال : أرسل الله عليهم طيرا جاءتهم من قبل البحر ... مع كلّ طير ثلاثة أحجار : حجران في مخالبه وحجر في منقاره ، فجعلت ترميهم بها حتّى جدّرت أجسادهم ، فقتلهم الله عزوجل بها. وما كانوا قبل ذلك رأوا شيئا من ذلك الطير ولا شيئا من الجدري (٢).
وقال القميّ في تفسيره : كانت الطيور ترفرف على رءوسهم وترمي أدمغتهم ، فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من أدبارهم فتنتقض أبدانهم ، فكانوا كما قال الله تعالى كالعصف المأكول وهو التبن الذي أكل بعضه وبقي بعضه. ثمّ روى عن الصادق عليهالسلام : أن أصل الجدري من ذلك الذي أصابهم في زمانهم (٣).
وروى الشيخ الطبرسي في (مجمع البيان) عن العياشي باسناده الى هشام بن سالم عن الصادق عليهالسلام قال : أرسل الله على أصحاب الفيل طيرا مثل الخطّاف أو نحوه ، في منقاره حجر مثل العدسة ، فكان يحاذي برأس الرجل فيرميه بالحجر فيخرج من دبره ، فلم تزل بهم حتّى أتت عليهم (٤).
__________________
(١) أمالي المفيد : ١٨٤ ط النجف ، و ٣١٢ ط غفاري. والبحار ١٥ : ١٣٠ نقلا عنه وعن مجالس ابن الشيخ الطوسي : ٥٠.
(٢) روضة الكافي : ٨٤ ط طهران ، وعلل الشرائع : ١٧٦ ط طهران.
(٣) تفسير القميّ ٢ : ٤٤٢.
(٤) مجمع البيان ١٠ : ٥٤٠ ـ ٥٤٢.