وفي خبر الصدوق في (علل الشرائع) بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : ومن أفلت منهم انطلقوا حتّى بلغوا حضرموت ـ واد باليمن ـ فأرسل الله عليهم سيلا فغرقهم ، فلذلك سمّي حضرموت حين ماتوا فيه (١).
وروى الطبري بخمسة طرق : أنّ الطّير أقبلت من البحر أبابيل ، مع كلّ طير منها ثلاثة أحجار : حجران في رجليه وحجر في منقاره ، فقذفت الحجارة عليهم ، لا تصيب شيئا الّا هشّمته ، والّا نفط ذلك الموضع ، فكان ذلك أوّل ما كان الجدريّ والحصبة والأشجار المرّة ، فأهمدتهم الحجارة ، وبعث الله سيلا فذهب بهم فألقاهم في البحر (٢).
قال المسعوديّ : وكان قدومه مكّة يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من المحرم (٣) ، وكان ملك ابرهة على اليمن الى أن هلك ثلاثا وأربعين سنة ، لأربعين سنة من ملك كسرى ، قبل مولد رسول الله بخمسين يوما (٤).
قال ابن اسحاق : ولمّا ردّ الله الحبشة عن مكّة وأصابهم بما أصابهم به من النقمة قالت العرب بشأن قريش : انّهم أهل الله ، فقد قاتل الله عنهم وكفاهم مؤونة عدوّهم ، وكان شعراء قريش يفخرون بذلك في شعرهم كثيرا.
فلمّا بعث الله تعالى محمدا ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ جعل قصّة اصحاب الفيل ممّا يعدّه على قريش من نعمته وفضله عليهم (٥) فقال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ).
__________________
(١) علل الشرائع : ١٧٦.
(٢) الطبري ٢ : ١٣٨ وعن ابن اسحاق. ورواه ابن هشام في السيرة عنه أيضا ١ : ٥٦.
(٣) مروج الذهب ٢ : ٥٤.
(٤) مروج الذهب ٢ : ٥٣ و ٢٧٤ ط بيروت.
(٥) ابن اسحاق في السيرة١ : ٥٩.