ومنها «دومة الجندل» كان يقوم في شهر ربيع الأول ، وكانت بين بني كلاب والغساسنة أيّهم غلب قام بها.
ثمّ سوق «المشقر» في مدينة هجر ، كانت في جمادى الأولى ، يقوم بها بنو تميم.
ثمّ سوق «صحار» كان يقوم في أوّل يوم من رجب ، ولم تكن بحاجة الى الخفارة لأنّها في الشهر الحرام.
ثمّ سوق «ريّا» بخفارة آل الجلندي وهو كان يعشّرهم بها لذلك.
ثمّ سوق «الشحر» شحر مهره ، في ظل الجبل الذي عليه قبر هود النبي عليهالسلام ، وكان يقوم بها بنو مهرة بلا خفارة خاصّة.
وكان في العرب قوم يحضرون هذه الأسواق فيستحلّون بها المظالم ، ولذلك كانوا يسمّون (المحلّون) (١) كانوا من قبائل أسد وطيء وبني بكر وبني عامر. وكان من العرب من ينصب نفسه لنصرة المظلوم والمنع من سفك الدماء وارتكاب المنكر يسمّون (الذّادة المحرّمون) كانوا من بني عمرو بن تميم وبني حنظلة ، ومن هذيل ، وبني شيبان ، وبني كلب ، فكان هؤلاء يلبسون السلاح للدفاع عن الناس (٢).
وكانت العرب تقيم الشعر مقام الحكمة والعلم ، فإذا كان في القبيلة الشاعر الماهر المميّز الكلام المصيب المعاني احضروه في أسواقهم هذه الّتي كانت تقوم لهم في السنة حتّى تجتمع العشائر والقبائل فتسمع شعره ، ويجعلون ذلك فخرا من فخرهم وشرفا من شرفهم ، وكانوا به يتفاضلون ويتناضلون ويمدحون ويعابون ، ويتمثلون ويختصمون. وقد عدّ اليعقوبي عددا كثيرا من شعرائهم (٣).
__________________
(١) وبعد الإسلام انتقل هذا الاسم الى الخوارج.
(٢) اليعقوبي ١ : ٢٧٠ ، ٢٧١ ط بيروت.
(٣) اليعقوبي ١ : ٢٦٢ ـ ٢٦٩.