وفي داره دخل عبد الله على آمنة ، فحملت برسول الله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ (١).
وروى الطبرسي في (الإحتجاج) عن الكاظم عن علي عليهماالسلام انه قال :
انّ آمنة بنت وهب رأت في المنام انه قيل لها : انّ ما في بطنك سيّد ، فإذا ولدته فسمّيه محمدا. ثمّ قال علي عليهالسلام : فاشتقّ الله له اسما من أسمائه ، فإنّ الله المحمود وهذا محمد (٢). وفي هذا المعنى روى الطبرسي في (إعلام الورى) عن سفيان بن عيينه أنّه قال : أحسن بيت قالته العرب هو قول أبي طالب للنبي صلىاللهعليهوآله.
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة١ : ١٦٥ ، ورواه عنه الطبري ٢ : ٢٤٣. هذا ، وقد أورد المجلسي في (البحار) في باب بدء خلقته خبرا يتضمن تفصيلا مطوّلا في خطبة آمنة وزفافها استغرق من الطبعة الحديثة من ص ٢٦ الى ١٠٤ ، أي ثماني وسبعين صفحة من الجزء ١٥ ، قال في أوله «قال الشيخ أبو الحسن البكري استاذ الشهيد الثاني في كتابه المسمّى بكتاب الأنوار : حدثنا أشياخنا وأسلافنا الرواة لهذا الحديث عن أبى عمرو الأنصاري سألت كعب الأحبار ووهب بن منبّه وابن عباس قالوا جميعا : لمّا أراد الله ان يخلق محمدا قال لملائكته ... وقال المجلسي في آخر الخبر : «أقول : إنمّا أوردت هذا الخبر مع غرابته وارساله للاعتماد على مؤلفه واشتماله على كثير من الآيات والمعجزات الّتي لا تنافيها سائر الاخبار بل تؤيّدها» هذا ، والشهيد الثاني استشهد سنة ٩٦٦ وقد حكى محقق البحار : الشيخ الربّاني عن «رياض العلماء» عن بعض المؤرخين : انّه رأى نسخة عتيقة من كتاب «الأنوار الكبرى» تأريخ كتابتها سنة ٦٩٦ والسمهودي في كتابه «تأريخ المدينة» الّذي ألّفه سنة ٨٨٨ ذكر البكري صاحب الأنوار فقال : انّ سيرة البكري الكذب والبطلان! وعلى هذا فكيف يمكن ان يكون من مشايخ الشهيد الثاني؟!
أمّا أبو الحسن البكري من مشايخ الشهيد الثاني فهو الصديقي الشافعي المتوفى بالقاهرة سنة ٩٥٢ كما في «شذرات الذهب» وليس هو صاحب كتاب الأنوار ، ولكن التبس عند الشيخ المجلسي أحدهما بالآخر فأحسن به الظن كما قال ، وأورد أخباره الباطلة الكاذبة في بحاره. سامحه الله وغفر له ولنا.
(٢) الاحتجاج ١ : ٣٢١.