على صدره ووقف الآخر مكانه ، فشقّ الواقع على صدره صدره ، فأخرج قلبه ، فقال الطائر الواقف للطائر الّذي على صدره : أوعى؟ قال : وعى ، قال : اقبل؟ قال : أبى ، ثمّ ردّ قلبه بموضعه (١).
هذا ، وقد روى المجلسي في بحاره هذا الخبر عن الكازروني في كتابه (المنتقى في مولد المصطفى) بنفس السند ثمّ علّق عليه الكازروني يقول : هذا حديث حسن غريب بهذا السياق ، يعدّ في أفراد محمّد بن يعلى ، وكان يلقّب بزنبور ، وليس بذاك ، ولمكحول عن شداد أحاديث غير انّها مرسلة. ثمّ علّق المحقق الرباني الشيرازي يقول : محمّد بن يعلى ضعّفه ابن حجر في «التقريب» وحكى عن أبي حاتم انّه قال : متروك ، وقال الخطيب : يتكلم فيه. توفّي ٢٠٥ (٢).
أمّا الخبر الأوّل عن عبد الله بن جعفر فهو عن مولاه الجهم بن أبي الجهم ، وان كان عبد الله بن جعفر يخالط بني اميّة بجسده ولا يخالطهم بفكره وعقيدته ، فما مولاه من ذلك ببعيد (٣).
ولا يحضرني الآن كتاب عبد الكريم الخطيب اذ نقل عنه السيد المرتضى : انّه ناقش في كتابه سند رواية ابن اسحاق اذ قال «عن بعض أهل العلم» (٤). وكذلك محمد حسين هيكل في كتابه (٥).
__________________
(١) كما في الأغاني ٣ : ١٨٨ ـ ١٩٠.
(٢) البحار ١٥ : ٣٩٦ ـ ٤٠٠.
(٣) ولعلّه هو مولاه أبو اللسلاس الّذي روى فيه الطبري عن أبي مخنف : انّه دخل على مولاه والناس يعزّونه بمقتل الحسين عليهالسلام ، فقال : هذا ما لقينا ودخل علينا من الحسين! فحذفه عبد الله بن جعفر بنعله وقال : يا بن اللخناء أللحسين تقول هذا! (الطبري ٥ : ٤٦٦).
(٤) الصحيح ١ : ٨٤ عن كتاب : النبي محمد : ١٩٦.
(٥) حياة محمّد : ٧٣.