ولم تحصل لأي من الأنبياء السابقين؟! أفهل يعقل ان يكون هو بحاجة الى هذه العملية فقط دون سائر الأنبياء؟ اذن فكيف يكون أكملهم وأفضلهم؟! أم يقولون : قد كان فيهم للشيطان حظّ أيضا ولكنّه لم يقتطع منهم بعملية جراحية كهذه ، ولذلك أصبح هذا أفضلهم وأكملهم؟! (١).
ولا تخلو كتب السيرة والحديث عند غير الإمامية عن هذه الرواية غالبا حتّى بعض الصحاح كصحيح مسلم ، فقد روى بسنده عن أنس بن مالك قال : انّ رسول الله أتاه جبرئيل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه وصرعه فشقّ عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظّ الشيطان منك ، ثمّ غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثمّ لأمه ثمّ أعاده الى مكانه. وجاء الغلمان يسعون الى امّه ـ يعني ظئره ـ فقالوا : انّ محمّدا قد قتل ، فاستقبلوه وهو منتقع اللون! قال انس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره (٢). وهي عند الإمامية قصّة لم يصحّحها حديث ولا اعتبار ، وهم برآء من هذه وأمثالها. وقد نقلها المحدث المجلسي في بحاره عن كتاب (فضائل شاذان بن جبرئيل القمّي) نقلا عمّن يسمّيه الواقدي. ثمّ قال المجلسي : أقول : هذا الخبر ـ وان لم نعتمد عليه كثيرا ، لكونه من طرق المخالفين ـ إنمّا أوردته لما فيه من الغرائب!
وعلّق عليه المحقق الربّاني الشيرازي يقول : نحن في غنى من ان نسرد كلّ ما عثرنا عليه ممّا جاء في فضائله من المعاجز وخوارق العادات كما كان كاتبو سيرته من القدماء يفعلون ذلك ، فنحن لا نحتاج في اثبات عظمته إليها ، بعد ما ملأت فضائله الآفاق (٣).
__________________
(١) الصحيح في السيرة ١ : ٨٦.
(٢) صحيح مسلم ١ : ١٠١ ـ ١٠٢ بأربعة طرق.
(٣) البحار ١٥ : ٣٥٣ ـ ٣٥٧ ـ الهامش.