بني هوازن ، فكادت الحرب أن تقع ثمّ رأوا أنّ الخطب يسير فتراجعوا عن الحرب ، وحيث كان سوق عكاظ في رجب الحرام سميت الحادثة فجارا.
والفجار الثاني : كان بين قريش وهوازن. وكان السبب فيه : أن فتية من قريش تعرّضوا لامرأة من هوازن ، فهاجت الحرب ووقع القتال واريقت دماء يسيرة ، وكان على قريش حرب بن اميّة بن عبد شمس فتحمّل دية ما وقع وتصالح.
والفجار الثالث : كان بين كنانة وهوازن أيضا. وكان السبب فيه : أنّ رجلا من كنانة كانت عليه دية لرجل من هوازن فافتقر وعجز عنها فلمّا حضروا سوق عكاظ قام الرجل صاحب الديّة من هوازن فعيّر بني كنانة بذلك ، فقام إليه كناني فضربه ، فتهايج الحيّان الى الحرب ، ثمّ رأوا أنّ الخطب يسير فتحملت كنانة الديّة فتراجعوا.
والفجار الرابع : كان بين كنانة وقريش وبين هوازن وقيس عيلان. وكان السبب فيه : انّ النعمان بن المنذر ملك الحيرة كان يبعث في كلّ عام قافلة تجارة بالبزّ والطيب الى سوق عكاظ لتباع هناك ، ثمّ يشترى له بثمنها من أدم الطائف ما يحتاج إليه (١) وكان لا يعرض لها أحد من العرب حتّى قتل النعمان رجلا من قيس فكان بلعاء بن قيس بعد ذلك يغير على قافلة النعمان وكان البرّاض بن قيس الكناني بمكّة في جوار حرب بن اميّة بن عبد شمس فوثب على رجل من هذيل فقتله ، فأخرجه حرب بن اميّة من جواره فلحق بالنعمان بن المنذر ، فاجتمع عنده بعروة الرّحال من هوازن ، فقال النعمان لهما : من منكما يجير لطائمي ـ أي القوافل التجارية ـ فتصدّى عروة لذلك ، ونازعه البرّاض ، فلمّا توجّه عروة لينصرف بالقافلة (٢) قال له البرّاض الكناني : ا تجيرها على كنانة؟! قال : نعم وعلى الخلق كلّه!
__________________
(١) الأغاني ١٩ : ٧٤ ـ ٨٠ ط بولاق ، باختصار. والادم بفتحتين : جمع الاديم : الجلد المدبوغ.
(٢) اليعقوبي ٢ : ١٥.