فخرج فيها عروة الرّحال ، وخرج البرّاض يطلب غفلته ، حتّى اذا كان في وادي تيمن بعالية نجد (١) او أوارة قريبة من تيمن الى جانب فدك ، نزل عروة ليلة وجلس في سهرة تغنّيه قينة ويشرب فيها الخمر ، الى أن قام فنام ، فدخل عليه البرّاض الكناني ليقتله ، فاعتذر إليه عروة فلم يسمع منه وقتله (٢) في الشهر الحرام (٣) شهر رجب (٤) فلذلك سمّي الفجار.
وكانت قريش وكنانة في الشهر الحرام بعكاظ ، وهوازن كذلك ، فأتى آت قريشا وقال لهم : انّ البرّاض الكناني قد قتل عروة الرّحال من هوازن! فارتحلت كنانة وقريش ولم تشعر هوازن بالأمر ثمّ بلغ الخبر الى هوازن فاتبعوا قريشا فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم ، فاقتتلوا حتّى جاء الليل ، والتقوا بعد هذا اليوم أياما وعلى كلّ قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم ، وعلى كلّ قبيل من قيس وهوازن رئيس منهم. قال ابن اسحاق : وكان قائد قريش وكنانة حرب بن اميّة بن عبد شمس (٥) فاقتتلوا في رجب ، وكان عندهم الشهر الحرام الّذي لا تسفك فيه الدماء ، فسمّي الفجار لأنهم فجروا في شهر حرام.
أمّا بنو هاشم من قريش ، فقد روي : أن أبا طالب قال : هذا ظلم وعدوان وقطيعة واستحلال للشهر الحرام ، فلا أحضره ولا أحد من أهلي! فقال حرب بن اميّة وعبد الله بن جدعان التيمي : لا نحضر أمرا تغيب عنه بنو هاشم ، فاخرج الزبير بن عبد المطّلب مستكرها على رأس قبيل من بني هاشم.
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة٢ : ١٩٦.
(٢) الأغاني ١٩ : ٧٥.
(٣) ابن اسحاق في السيرة١ : ١٩٦.
(٤) اليعقوبي ٢ : ١٥.
(٥) ابن اسحاق في السيرة١ : ١٩٦ ـ ١٩٨.