وابن أبي الحديد حينما ينقل فقرة طويلة عن الواقدي ثمّ يورد رواية اخرى مختلفة عن الاولى يبدؤها بقوله : «وفي رواية الشيعة» (١) ، ممّا يدلّ على أنّه لم يعتبره شيعيا ولا ممثّلا لهم.
ومن الطريف أن يلاحظ أنّ ابن إسحاق أيضا كان يتّهم بالتشيّع (٢).
ولعلّ السبب في وصفهما بالتشيّع لا يرجع إلى عقيدتهما الشخصية ، بل إلى ما ورد في كتابيهما من الأخبار التي يعرضونها ممّا تقتضيه طبيعة التأليف في مثل هذه الموضوعات لا عن عقيدة صحيحة بها ، وإلى ما أورداه في بعض المواضع من كتابيهما بشأن جماعة من الصحابة منهم بعض الخلفاء فيذكرانهم بعبارات لا تضعهم في الموضع الموضوع لهما عند كثير من المسلمين.
ولذلك فانّ أكثر النقّاد من المحدّثين الأوائل كانوا يضعّفون الواقدي في الحديث.
فقد قال البخاري والرازي والنّسائي والدارقطني : انّه متروك الحديث ، ولكنّهم لم يجمعوا على ذلك ، فقد وصفه الدراوردي بأنّه : أمير المؤمنين في الحديث.
وقال يزيد بن هارون : الواقدي ثقة.
ووثّقه مصعب الزبيري ، ومجاهد بن موسى ، والمسيّب وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو بكر الصغاني (٣).
وقال إبراهيم الحربي : هو آمن الناس على أهل الإسلام (٤).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٣ : ٣٣٩.
(٢) معجم الادباء ١٨ : ٧.
(٣) تهذيب التهذيب ٩ : ٣٦٤.
(٤) عيون الأثر ١ : ١٨.