وبلغ هذا المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك!.
وبلغ ذلك الى عبد الرحمن بن عثمان التيمي فقال مثل ذلك!.
فلمّا بلغ ذلك الوليد بن عتبة انصف الحسين من حقه حتّى رضي عليهالسلام (١) ثمّ روى : أن محمّد بن جبير بن مطعم العدوي قدم على عبد الملك بن مروان ـ وكان محمّد بن جبير أعلم الناس بقريش ـ فقال له عبد الملك : يا أبا سعيد ألم نكن نحن وانتم ـ يعني بني عبد شمس وبني نوفل ابن عبد مناف ـ في حلف الفضول؟ قال : أنت أعلم ، قال عبد الملك : لتخبرنّي يا أبا سعيد بالحق من ذلك. فقال : لا والله ، لقد خرجنا نحن وأنتم منه! قال : صدقت (٢).
وقد روى أبو هلال العسكري الخبر الّذي رواه ابن اسحاق عن تحامل الوليد على حقّ الإمام الحسين عليهالسلام في أرض له بذي المروة ، على غير ما رواه ابن اسحاق ، فقال : كان بين الحسين عليهالسلام وبين معاوية كلام في أرض للحسين. فقال الحسين لابن الزبير : خيّره في ثلاثة والرابعة الصّيلم ـ أي الصّدام المسلّح ـ : أن يجعلك أو ابن عمر بيني وبينه ، أو يشتريه منّي ، أو يقرّ بحقّي ثمّ يسألني أن أهبه له ، فإن أبى فو الذي نفسي بيده لأهتفنّ بحلف الفضول (٣).
وليس مفاد نداء ابن الزبير بحلف الفضول الى جانب الإمام الحسين عليهالسلام أنّه كان وفيّا مخلصا في ذلك ، بل كان الى معاوية وعامله الوليد أقرب منه الى الحسين عليهالسلام ، ولكنّه كان يتعزّز بهذا وأمثاله.
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة ١ : ١٤٢ وأنساب الأشراف ٢ : ١٤ والبداية والنهاية ٢ : ٢٩٣ والسيرة الحلبية ١ : ١٣٢ والسيرة النبوية لدحلان ١ : ٥٣ والكامل لابن الأثير ٢ : ٤٢.
(٢) ابن اسحاق في السيرة١ : ١٤٣ والبلاذري في أنساب الأشراف ٢ : ١٤ عن الواقدي والكلبي وشرح النهج للمعتزلي ١٥ : ٢٢٧ عن الزبير بن بكار.
(٣) الأوائل ١ : ٧٣ ، ٧٤.