فقد جاء في رواية لأبي الفرج : أنّ معاوية قدم المدينة فلم يزره الإمام الحسين عليهالسلام فأظهر معاوية انزعاجه من ذلك ، فأغراه به ابن الزبير! فلم يستجب له معاوية ، فقال له ابن الزبير : أما والله انّي واياه ليد عليك بحلف الفضول! فقال له معاوية : من أنت وحلف الفضول؟! (١).
وممّا ورد في قدوم محمّد بن جبير بن مطعم على عبد الملك بن مروان وسؤاله منه عن دخول بني عبد شمس في حلف الفضول ، يظهر أنّهم كانوا بصدد تقرير هذا المعنى على الناس ، ولذلك روى راويتهم أبو هريرة : أنّ بني أميّة كانوا في حلف الفضول ، وأنّ أبا سفيان كان ممّن دعا الناس إليه مع العباس بن عبد المطّلب ، ولعلّ حشر العباس معه لتبعيد التهمة عن الرواية. وإن كان لم يتابعه عليه أحد بل أنكره غير واحد من المؤرّخين (٢).
وقد قرر غير واحد من المؤرّخين أنّ سببه كان عصيان العاص بن وائل السهمي على الرجل التاجر الغريب وحبسه حقّه ، وقد سبق أنّ بني سهم وبني عبد شمس كانوا من الأحلاف في لعقة الدّم ، فيكون معنى دعوة أبي سفيان إليه ودخول بني أميّة فيه أنّهم دخلوا في حلف خلاف حلف الأحلاف في لعقة الدّم ، وهذا ما لم يقله أحد.
وقد روى ابن اسحاق عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : ما كان من حلف في الجاهلية فإنّ الإسلام لم يزده الّا شدة (٣).
__________________
(١) الأغاني ٨ : ١٠٨ ط ساسي.
(٢) السنن الكبرى للبيهقي. والبداية والنهاية ٢ : ٢٩١ والسيرة الحلبية ١ : ١٣١ والسيرة النبوية لدحلان ١ : ٥٣.
(٣) ابن اسحاق في السيرة١ : ١٤٠ وعن الترمذي ٤ : ١٤٦ وفتح الباري ٨ : ١٧٣ والمصنف للحافظ عبد الرزاق ١٠ : ٣٧٠ وفي هامشه عن مسلم والدارمي.