__________________
ولا يفوتنا هنا أنّ ننوّه الى أنّ القسطلاني قال : قيل : ولد له ولد قبل المبعث يقال له عبد مناف (!) ومع هذا يكون أولاده اثني عشر كلّهم ولدوا في الإسلام سوى هذا (المواهب اللدنية ١ : ١٩٦) والظاهر أن مستنده ما نقله المقدسي عن قتادة قال : ولدت خديجة لرسول الله عبد مناف في الجاهلية ، وولدت له في الإسلام غلامين وأربع بنات : القاسم وبه كان يكنى : أبا القاسم فعاش حتّى مشى ثمّ مات ، وعبد الله مات صغيرا. وأمّ كلثوم ، وزينب ، ورقيّة ، وفاطمة (البدء والتأريخ ٤ : ١٣٩ ، ٥ : ١٦) وقول قتادة هذا شاذ يتنافى مع كلّ ما تقدّم عن غيره وهو كثير مستفيض مشهور ، كما مر ويشبه هذا في الشذوذ ما ذهب إليه أبو القاسم الكوفي اذ قال : كانت لخديجة اخت اسمها هالة ، تزوجها رجل مخزومي فولدت له بنتا اسمها هالة ، ثمّ خلف عليها رجل تميمي يقال له أبو هند ، فأولدها ولدا اسمه هند ، وكان لهذا التميمي امرأة اخرى قد ولدت له زينب ورقية فماتت ومات التميمي فلحق ولده هند بقومه ، وبقيت هالة ـ اخت خديجة ـ والطفلتان من التميمي وزوجته الاخرى فضمتهم خديجة إليها. وبعد أن تزوجت بالرسول صلىاللهعليهوآله ماتت هالة فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والرسول صلىاللهعليهوآله ، وكان العرب يزعمون أنّ الربيبة بنت فنسبتها إليه ، مع أنهما ابنتا أبي هند زوج اختها (الاستغاثة : ٦٨).
وروى الحافظ عبد الرزاق في مصنّفه عن عمر بن دينار عن الحسن بن محمّد بن علي قال : انّ أبا العاص بن الربيع كان زوجا لبنت خديجة (المصنف ٥ : ٢٢٤).
وقال مغلطاي في سيرته : وخلف عليها (خديجة) أبو هالة النباش بن زرارة فولدت له هندا والحرث وزينب (سيرة مغلطاي : ١٢).
فعلى الأوّل تكون زينب ورقيّة من ضرة هالة اخت خديجة ، وعلى الثاني والثالث تكون زينب بنت خديجة من زوجها السابق أو الأسبق. ولكن لا مجال لهذه الأقوال بعد تصريح نصّ الخبرين المعتبرين للصفار والصدوق المسندين الى الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام «ولد لرسول الله من خديجة» وفيهم رقيّة وزينب ، وليست العبارة نسبة الابوة أو البنوة لتحمل على عادة العرب في نسبة الربائب فنحتمل صدق مقال صاحب الاستغاثة : كان العرب يزعمون أنّ الربيبة بنت فنسبتا إليه.