الأول : «والنبيّ : الّذي يؤتى في النوم ، نحو رؤيا ابراهيم عليهالسلام ، ونحو ما كان يأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله من السبات اذا أتاه جبرئيل في النوم. فهكذا النبيّ» وقال في الخبر الثاني : «وأمّا النبيّ فهو : الّذي يرى في منامه نحو رؤيا ابراهيم عليهالسلام ، ونحو ما كان رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله من أسباب النبوة قبل الوحي ، حتّى أتاه جبرئيل من عند الله بالرسالة».
وروى ابن أبي الحديد في «شرح النهج» عن الإمام الباقر عليهالسلام : «وكلّ (الله) بمحمّد صلىاللهعليهوآله ملكا عظيما منذ فصل عن الرضاع ، يرشده الى الخيرات ومكارم الأخلاق ، ويصدّه عن الشرّ ومساوئ الأخلاق. وهو الّذي كان يناديه : السلام عليك يا محمّد يا رسول الله وهو شابّ لم يبلغ درجة الرسالة بعد ، فيظن أنّ ذلك من الحجر والأرض ، فيتأمل فلا يرى شيئا» (١).
وفي التفسير المنسوب الى الإمام الحسن العسكري عليهالسلام عن أبيه قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا ترك التجارة الى الشام ، وتصدّق بكل ما رزقه الله تعالى من تلك التجارات ، كان يغدو كلّ يوم الى حراء يصعده وينظر من قلله الى آثار رحمة الله ، والى أنواع عجائب رحمته وبدائع حكمته ، وينظر الى أكناف السماء وأقطار الأرض والبحار والمفاوز والفيافي ، فيعتبر بتلك الآثار ، ويتذكر بتلك الآيات ، ويعبد الله حقّ عبادته» (٢).
وقال الطبرسي في «اعلام الورى» : ذكر علي بن إبراهيم وهو من أجلّ رواة أصحابنا قال : «انّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا أتى له سبع وثلاثون سنة ، كان يرى في نومه كأنّ آتيا أتاه فيقول : يا رسول الله! وكان بين الجبال يرعى غنما (لأبي طالب) ، فنظر الى شخص يقول له : يا رسول الله ، فقال له : من أنت؟ قال : أنا جبرئيل ، أرسلني الله
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٣ : ٢٠٧.
(٢) التفسير المنسوب الى الإمام الحسن العسكري عليهالسلام كما في البحار ١٨ : ٢٠٥.