أنبأني به وسمّاه لي ، ولكن أمرني أن أدعوكم وأنصح لكم واعرض لكم ، لئلا يكون لكم الحجة فيما بعد ، وأنتم عشيرتي وخالص رهطي ، فأيّكم يسبق إليها على أن يؤاخيني في الله ويؤازرني في الله عزوجل ، ومع ذلك يكون لي يدا على جميع من خالفني فأتّخذه وصيّا ووليّا ووزيرا يؤدّي عني ويبلّغ رسالتي ويقضي ديني من بعدي وعداتي مع أشياء أشترطها؟! فسكتوا. فأعادها ثلاث مرات ويسكتون ، ويثب فيها علي عليهالسلام فلمّا سمعها أبو لهب قال : تبّا لك يا محمّد ولما جئتنا به ، ألهذا دعوتنا؟!
فقال صلىاللهعليهوآله : أمّا والله لتقومن أو يكون في غيركم!
فوثب علي عليهالسلام فقال : يا رسول الله أنا لها.
فقال رسول الله : يا أبا الحسن (كذا) (١) أنت لها ، قضي القضاء وجفّ القلم ، يا علي اصطفاك الله بأوّلها وجعلك وليّ آخرها (٢).
فهذا خبر آخر عن مباشر آخر لم يعرّف بأكثر من انّه عاشر عشرة من المدعوّين من العشيرة الأقربين بني عبد المطّلب ، ومن أصحاب رسول الله. ويختلف عن خبر أبي رافع بإبدال موعد الدعوة من الشعب الى منزل أبي طالب ـ ولا يهمّ هذا بعد أن كان منزل أبي طالب في شعبه لأكثر من عامين ـ ومن عدد الأربعين الى العشيرة ، وسيأتي الجمع بينهما ، وبتفصيل أكثر أيضا.
ولكنّه يشترك مع خبر أبي رافع في استبعاد أن تكون الدعوة للإعلان بالنبوّة بعد الكتمان. بل تقريب أن تكون مسبوقة بالإعلان لا الكتمان ، فمقال الرسول لا زال لا يناسب ذلك.
سوى علي عليهالسلام وهذين الصحابيّين : أبي رافع ورجل من آل عبد المطّلب
__________________
(١) مما يُلتفت النظر تكنيته له بأبي الحسن يومئذٍ؟
(٢) سعد السعود : ١٠٦.