وسوى الخبر السابق عن تفسير الحجّام لا نجد فيما بأيدينا أيّ خبر آخر عن أيّ رجل آخر من بني هاشم بل بني عبد المطّلب من العشيرة الأقربين للنبي صلىاللهعليهوآله المدعوّين بهذه الدعوة الخاصّة ، حتّى عن العبّاس عمّه الحاضر في تلك الدعوة والمحجم عن الاستجابة لدعوة الرسول ، ممّا جعله علي عليهالسلام سببا لوراثته من ابن عمّه النبيّ دون عمّه العبّاس ، إن صحّ التعبير بالوارثة ، وذلك :
فيما رواه السيد ابن طاوس في «سعد السعود» عن تفسير الحجّام أيضا عن الحسين بن الحكم الجري بأسناده ومنها عن الطبري بسنده عن ربيعة بن ناجد : أنّ رجلا قال لعلي عليهالسلام : يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمّك دون عمّك؟ فقال علي عليهالسلام : هاؤم! ثلاث مرّات حتّى اشرأبّ الناس ونشروا آذانهم ثمّ قال : دعا رسول الله ، أو جمع بني عبد المطّلب ، كلّهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق ، فصنع لهم مدّا من طعام فأكلوا حتّى شبعوا ، وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثمّ دعا بغمر (١) فشربوا حتّى رووا وبقي الشراب كأنّه لم يمس ولم يشربوا (٢) ثمّ قال : يا بني عبد المطّلب إنّي بعثت إليكم خاصّة ، والى الناس عامّة ، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم ، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم إليه أحد.
فقمت ـ وكنت أصغر القوم سنّا ـ فقال : اجلس. ثمّ قال (قوله) ثلاث مرّات كلّ ذلك أقوم إليه فيقول لي : اجلس حتّى كانت الثالثة ، فضرب يده على يدي. فلذلك ورثت ابن عمّي دون عمّي (٣).
__________________
(١) الغمر : القدح الصغير.
(٢) التكملة من الطبري ٢ : ٣٢١.
(٣) سعد السعود : ١٠٤ ، ١٠٥ ط الحيدرية. واسم الراوي في النسخة المطبوعة : أبي ربيعة بن ماجد ، وفي البحار ١٨ : ٢١٤ أبي ربيعة بن ناجد وفي علل الشرائع ربيعة ابن ناجد وكذلك في الطبري ٣ : ٣٢١ وهو الصحيح.