من التعريض بأبي طالب وكأنّه قد عرف فيهم بالسمع والطاعة للرسول ، كما فيه ـ وكما في سوابقه ـ معرفة أبي لهب السابقة عن النبيّ بما وصفه بالسحر ، فكأنّه أمر قد عرف من قبل ، وان كان نص الخبر بالمبادأة.
وأحد الطريقين اللذين روى بهما الطوسي الخبر هو طريق الطبري الى ابن عبّاس (١) في تأريخه وتفسيره (٢) واللفظ في الموضعين «وخليفتي فيكم» لا «خليفتي
__________________
(١) وطريق الطبري هكذا : حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة قال : حدثني محمّد بن اسحاق (صاحب المغازي) عن عبد الغفّار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، عن عبد الله بن عبّاس ، عن علي بن أبي طالب قال ... ولكنّ الخبر لا يوجد في ابن اسحاق في السيرةبصفته تهذيبا (!) لسيرة ابن اسحاق.
ونقل نص ابن اسحاق القاضي النعمان المصري في كتابه : شرح الأخبار ١ : ١٠٦ ، ١٠٧ لا بلفظ المتكلّم عن علي عليهالسلام بل بلفظ حكاية الغائب وقول أبي لهب فيه هكذا : لو لم تستدلوا على سحر صاحبكم الّا بما رأيتموه صنع في هذا الطعام واللبن لكفاكم. وهذا يدلّ على سابق معرفتهم باتّهام النبيّ بالسحر. وقول الرسول فيه «وخليفتي فيكم» وليس خليفتي في أهلي.
(٢) تأريخ الطبري ٣ : ٣١٩ ـ ٣٢١ وتفسيره ١٩ : ٧٤ ، ٧٥ ط بولاق ولكنّه في تفسيره حذف جملة «خليفتي فيكم» واستبدلها بجملة «كذا وكذا» في الموضعين فقال في الموضع الأوّل : «فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا»! وفي الموضع الثاني : «انّ هذا أخي وكذا وكذا»! أمّا ابن كثير الشامي فكأنّه استكثر هذه الجملة على علي عليهالسلام فمع اعتماده في تأريخه على تأريخ الطبري مع ذلك لم يعتمد عليه هنا بل عوّل على تفسيره كما فعل ذلك في تفسيره ٣ : ٣١٥ والبداية والنهاية ٣ : ٤٠ والسيرة النبوية له ١ : ٤٥٩.
وجاء في «فلسفة التوحيد والولاية» للمرحوم الشيخ محمّد جواد مغنية ما معناه : أنّ من القدماء الّذين رووا نص النبي على علي بالخلافة عند ما دعا عشيرته وبلغهم رسالة ربه كل من : ابن حنبل في مسنده وابن الأثير في كامله. ومن المتأخرين : محمّد عبد الله عنّان في «تأريخ الجمعيات» ومحمّد حسين هيكل في الطبعة الاولى من «حياة محمّد» ولكنّه في الطبعة الثانية فما بعد في مقابل «خمسمائة جنيه»! أخذها من «جماعة» حرّف منه جملة