هذا ما ذكره بعنوان «مسابقته في البيعة» في فضائل علي عليهالسلام ، ولكنّه قبل ذلك في مبعث النبيّ قال : روى أنّه لمّا نزل قوله : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) صعد رسول الله ذات يوم الصفا فقال : يا صباحاه! فاجتمعت إليه قريش فقالوا : مالك؟ قال : أرأيتكم ان أخبرتكم أنّ العدوّ مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني؟ قالوا : بلى. قال : فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد! فقال أبو لهب : تبّا لك ألهذا دعوتنا! فنزلت سورة تبّت (١) واكتفى المجلسي في باب المبعث (٢) من «المناقب» بهذا الفصل وهذا النقل فقط ، فبدا وكأن هذا كل ما يرويه ابن شهر اشوب في هذه الآية.
بينما الخبر مرسل ، أوّل ما فيه أنّه ليس انذرا للأقربين بل لقريش فهو على خلاف لفظ الآية.
ولعلّه لهذا قدّم الطبري في تأريخه حول الآية رواية ابن عبّاس ثمّ ابن ناجد السابقين ، وقد نقل الأوّل عن ابن اسحاق ، ثمّ عاد فنقل عنه ـ وجعله ثالثا وآخر ما نقل حول الآية ـ عن الحسن البصري قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قام رسول الله بالأبطح ثمّ قال : يا بني عبد المطّلب ، يا بني عبد مناف ، يا بني قصي ، ثمّ فخّذ قريشا قبيلة قبيلة حتّى مرّ على آخرهم فقال : إنّي أدعوكم الى الله وأنذركم عذابه (٣).
ولكنّ الطبري ـ كالمازندراني ـ لم يذكر ما في مثل هذا النقل من ضعف الإرسال في السند ومن الإشكال في متنه ودلالته ، وكأنّهما لم يريا بين معنى الآية وما نقلاه من عمل الرسول بها أيّ تناف أو خلاف.
والظاهر أنّ ما أرسله ابن شهرآشوب هو ما في «الدر المنثور» عن البخاري
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ٤٦.
(٢) بحارالانوار ١٨ : ١٩٧.
(٣) الطبري ٣ : ٣٢٢ والخبر في التفسير ١٩ : ٧٥ ط بولاق.