عقبه) فرجع الوليد الى منزله ونام على سريره ، فسال منه الدم حتّى صار الى فراش ابنته ، فانتبهت فقالت : انحلّ وكاء القربة! قال الوليد : ما هذا وكاء القربة ولكنه دم أبيك ، فاجمعي لي ولدي وولد أخي فإنّي ميت. فجمعتهم.
فقال لعبد الله بن أبي ربيعة : انّ عمارة بن الوليد بأرض الحبشة بدار مضيعة ، فخذ كتابا من محمّد الى النجاشي أن يردّه! ثمّ فاضت نفسه.
ومرّ ربيعة بن الأسود (١) برسول الله ، فأشار جبرئيل الى بصره فعمي ومات.
ومرّ به الأسود بن عبد يغوث فأشار جبرئيل الى بطنه فلم يزل يستسقي حتّى انشق بطنه.
ومرّ العاص بن وائل فأشار جبرئيل الى رجليه ، فدخل عود في أخمص قدميه وخرج من ظاهره ومات.
ومرّ به الحارث بن طلاطلة فأشار جبرئيل الى وجهه ، فخرج الى جبال تهامة فأصابته من السماء ديم فاستسقى حتّى انشق بطنه. فهذا هو قول الله : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ).
فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فقام على الحجر فقال : «يا معشر قريش ، يا معشر العرب ، ادعوكم الى شهادة أن لا إله الّا الله وأنّي رسول الله ، وآمركم بخلع الأنداد والأصنام ، فأجيبوني تملكوا بها العرب وتدين لكم العجم ، وتكونوا ملوكا في الجنة».
فاستهزءوا به وقالوا : جن محمّد بن عبد الله. ولم يجسروا عليه لموضع أبي طالب (٢).
__________________
(١) كذا ، ولم يذكر كذلك من قبل ، والظاهر أنّ ربيعة هنا مصحّف : أبي زمعة الأسود بن المطّلب!
(٢) تفسير القمّي ١ : ٣٧٩.