فمرّ الوليد على قين لخزاعة وهو يجرّ ثيابه فتعلّقت بثوبه شوكة ، فمنعه الكبر أن يخفض رأسه فينزعها ، وجعلت تضرب ساقه فخدشته ، فلم يزل مريضا حتّى مات.
ومرّ به العاص بن وائل السهمي فأشار جبرئيل الى رجله فوطأ العاص على شوكة فدخلت في أخمص رجله فلم يزل يحكّها حتّى مات.
ومرّ به الأسود بن المطّلب بن عبد مناف فأشار الى عينه فعمي.
وقيل : رماه بورقة خضراء فعمي وجعل يضرب رأسه على الجدار حتّى هلك.
ومرّ به الأسود بن عبد يغوث فأشار الى بطنه فاستسقى حتّى مات.
وقيل : أصابته السّموم فصار أسود ، فأتى أهله فلم يعرفوه فطردوه فمات.
ومرّ به الحارث بن الطلاطلة فأومى الى رأسه فامتخط قيحا فمات.
وقيل : انّ الحرث بن قيس أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فما زال يشرب حتّى انقدّ بطنه فمات (١).
ولئن كان الطبرسي صاحب التفسير هذا قد لخّص بعض الأخبار عن غير الأئمة الأطهار عليهمالسلام بشأن هؤلاء المستهزئين ، في كتابه هذا «مجمع البيان» تبعا للشيخ الطوسي في كتابه «التبيان» وان كانت رواية ابن عبّاس فيما رواه مقطوعة عليه دون أن يسندها الى علي عليهالسلام فإن الطبرسي الآخر صاحب «الاحتجاج» قد روى بشأن المستهزئين خبرا مبسوطا عن الإمام الكاظم عن جده الحسين عليهالسلام فيما أجاب به علي عليهالسلام حبرا يهوديا شاميا جاء الى مجلس فيه أصحاب رسول الله : أبو معبد الجهني وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عبّاس (٢) ممّا يكشف لنا عن مصدر خبر ابن عبّاس عن ذلك.
__________________
(١) مجمع البيان ٦ : ٥٣٣ ، ٥٣٤.
(٢) الاحتجاج ٢ : ٣١٤ ـ ٣٢٢.