نجد جواب ذلك فيما رواه الراوندي في «الخرائج والجرائح» قال : روي أنّه لمّا نزل (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) بشّر النبيّ أصحابه : أن الله كفاه أمرهم يعني خمسة نفر ، فأتى الرسول صلىاللهعليهوآله البيت والقوم في الطواف وجبرئيل عن يمينه.
فمرّ الأسود بن المطّلب ، فرمى (جبرئيل) بورقة في وجهه خضراء فأعمى الله بصره وأثكله بولده.
ومرّ به الأسود بن عبد يغوث فأومأ الى بطنه فاستسقى ماء فمات حبنا (١).
ومرّ به الوليد بن المغيرة فأومأ الى جرح كان في أسفل رجله فانتقض بذلك فقتله.
ومرّ به العاص بن وائل السهمي فأشار الى أخمص رجله فخرج على حمار له يريد الطائف فدخلت في (أخمص رجله) شوكة فقتلته.
ومرّ به الحارث بن طلاطلة فأومأ إليه فتقيّأ قيحا فمات (٢).
إذن فإتيان جبرئيل بالرسول الى البيت ومرور هؤلاء المستهزئين به في طوافهم حول البيت ، وايماء الرسول إليهم بالتعريف وايماء جبرئيل إليهم بالعذاب ، كان بعد نزول جبرئيل عليه بالآيات وتبشيره لأصحابه بها وبهلاك المستهزئين حسب ما جاء فيها.
أمّا ما اختصره الطبرسي في تفسيره عن ابن عبّاس وابن جبير ومحمّد ابن ثور ، فقد نقله ابن شهرآشوب عنهم فقال : كان المستهزءون به جماعة منهم : الوليد بن المغيرة المخزومي ، والأسود بن عبد يغوث الزهري ، وأبو زمعة الأسود بن
__________________
(١) حبنا : من عظم البطن تورما من الاستسقاء.
(٢) الخرائج والجرائح ١ : ٦٣ ، الحديث ١٠٩ وعنه في بحارالانوار ١٨ : ٢٤٠.