وأمّا الأسود بن الحارث : فإنّه أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتّى انشقت بطنه.
وأمّا قهيلة بن عامر : فخرج يريد الطائف ففقد ولم يوجد.
وأمّا عيطلة : فإنّه اتي بشوك فأصاب عينيه فسالت حدقته على وجهه. وقيل : استسقى فمات.
وأمّا أبو لهب : فإنّه (مات بعد بدر) ورماه الله بالعدسة (الطاعونية) فعاش سبع ليال (ومات) وكانت قريش تتقي العدسة ، فتركه ابناه ثلاثا لا يدفنانه ، حتّى رمته قريش على جدار بأعلى مكّة وقذفوا عليه الحجارة حتّى واروه بها (١).
وروى ابن اسحاق خبر المستهزئين عن عروة بن الزبير قال : كان عظماء المستهزئين خمسة نفر من ذوي الأسنان والشرف في قومهم :
من بني أسد بن عبد العزّى : الأسود بن المطّلب.
ومن بني زهرة : الأسود بن عبد يغوث.
ومن بني مخزوم : الوليد بن المغيرة.
ومن بني سهم : العاص بن وائل.
ومن بني خزاعة : الحارث بن الطلاطلة.
فلمّا تمادوا في الشرّ وأكثروا برسول الله الاستهزاء ، أنزل الله تعالى عليه (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) وأتى جبرئيل رسول الله وهم يطوفون بالبيت ، فقام وقام رسول الله الى جنبه ، فمرّ به الأسود بن عبد المطّلب فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمي. ومرّ به الأسود بن عبد يغوث فأشار الى بطنه فاستقى بطنه فمات حبنا (أي انتفاخا) ومرّ به الوليد بن المغيرة فأشار الى أثر جرح بأسفل كعب رجله كان قد أصابه قبل
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٠٨.