ذلك بسنين ، فانتقض به فقتله. ومرّ به العاص بن وائل فأشار الى أخمص رجله فخرج على حمار له يريد الطائف فربض به على شبرقة (١) فدخلت في أخمص رجله شوكة فقتلته. ومرّ به الحارث بن الطلاطلة فأشار الى رأسه فامتخط قيحا فقتله (٢).
والخبر السابق نقله ابن شهرآشوب عن تفسير محمّد بن ثور وهو عن التابعي سعيد بن جبير وعن ابن عبّاس مقطوعا عليه ، وإنمّا جاء اسم أبي رافع في أخر الخبر ، ولعلّه هو الراوي المعاصر الناقل لابن عبّاس. وقد مرّ في خبر الصدوق عن الكاظم عن علي عليهماالسلام أنّ ابن عبّاس كان حاضرا في المجلس سامعا للخبر عن علي عليهالسلام ، فلعلّ ما بين الخبرين من خلاف جاء من رواية أبي رافع أو ادخال ابن عبّاس للخبرين بعضهما في بعض.
والمستهزءون في هذا الخبر سبعة عشر رجلا فصّل مقتل تسعة منهم وأجمل الباقين ، وآخر المذكورين بالتفصيل أبو لهب مع التصريح بمقتله بعد بدر ، والمومى إليه منهم خمسة فحسب فلعلّ هذا هو وجه الجمع المعقول بين الخبرين ، ولعلّه هو وجه اختصار الخبر عند الطبرسي.
وإذا استثنينا خبر تفسير القميّ بما فيه ممّا يلازم حدوثه بعد الهجرة الى الحبشة ، فلا يبقى في سائر الأخبار الّا عدم وضوح باعث الاستهزاء في حال اختفاء الدعوة ، ممّا لم نجد الجواب المقنع عنه ، اللهم الّا أن نقول ـ كما في خبر الصدوق وابن عبّاس ـ بأنّ الصدع بالأمر لم يكن بداية اعلان بل كان عن امتناع وقع للتهديد الأكيد من هؤلاء المستهزئين كما مرّ ، وهو المتعيّن الراجح.
وقد مرّ في خبر الراوندي في «الخرائج» والطبرسي في «المجمع» وابن شهرآشوب في «المناقب» عن ابن عبّاس وابن جبير وتفسير محمّد بن ثور :
__________________
(١) نبت حجازي يؤكل وله شوك كما مرّ ، فإذا يبس فهو الضّريع.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٢ : ٥٠ ـ ٥٢.