ابراهيم (كذا) وكان الرجل ـ في الجاهلية ـ اذا لم يكن له ولد سمي أبتر ، فدخل رسول الله المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن أبي العاص ، فقال له عمرو : يا أبا الأبتر! (كذا) ثمّ قال عمرو : انّي لأشنأ محمّدا. أي : ابغضه ، فأنزل الله على رسوله السورة (١).
ونقله الطباطبائي في «الميزان» وعلّق عليه يقول : الخبر ـ على إرساله واضماره ـ معارض لسائر الروايات (٢) ثمّ لم يأخذ عليه ما فيه من تهافت في اسم ابن النبيّ المتوفّى حيث ذكر ابراهيم ابن مارية القبطية المتوفّى بعد الهجرة بالمدينة ، ثمّ عرّج على معنى الأبتر في الجاهلية ، ثمّ ذكر دخول الرسول الى المسجد وفيه عمرو بن العاص وليس هو الّا المسجد الحرام بمكّة. ثمّ ذكر أنّه قال له : يا أبا الأبتر بينما هو الأبتر ، فيا لضعف النص!
وروى الدولابي في «الذرّية الطاهرة» بسنده عن جابر الجعفي عن محمّد بن علي الباقر عليهالسلام قال : كان القاسم ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله قد بلغ أن يركب الدابّة ويسير على النجيب (الابل) فلمّا قبضه الله قال (العاص بن وائل السهمي) : قد أصبح محمّد أبتر من ابنه ، فأنزل الله على نبيّه : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) عوضا عن مصيبتك في القاسم (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)(٣).
أمّا الطبرسي فقد روى عن ابن عباس : انّه كان قد توفّي عبد الله بن محمّد صلىاللهعليهوآله من خديجة ، وكانوا يسمّون من ليس له ابن : أبتر ، واتفق أن التقى العاص بن وائل السهمي عند باب بني سهم برسول الله وهو يخرج من المسجد
__________________
(١) تفسير القميّ ٢ : ٤٤٣.
(٢) الميزان ٢٠ : ٣٧٣.
(٣) الذرّية الطاهرة : ٦٧.