ولعلّه أخذ ذلك من خبر رواه الطبرسي عن الصادق عليهالسلام قال : ان محمّدا صلىاللهعليهوآله لمّا نزل من السماء السابعة ليلة المعراج (١) مع ما بين النصين من الفرق.
وروى القمي عن الصادق عليهالسلام قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله راقد بالأبطح وعلى يمينه علي عليهالسلام وعن يساره جعفر وحمزة بين يديه ... اذ أدركه اسرافيل بالبراق وأسرى به الى بيت المقدس وعرض عليه محاريب الأنبياء وآيات الأنبياء ، فصلّى فيها ، وردّه من ليلته الى مكّة. فمرّ في رجوعه بعير لقريش وإذا لهم ماء في آنية فشرب منه وأهرق باقي ذلك. وقد كانوا أضلوا بعيرا لهم وكانوا يطلبونه.
فلمّا أصبح صلىاللهعليهوآله قال لقريش : انّ الله قد أسرى بي في هذه الليلة الى بيت المقدس ، فعرض عليّ محاريب الأنبياء وآيات الأنبياء ، وانّي مررت بعير لكم في موضع كذا وكذا واذا لهم ماء في آنية فشربت منه وأهرقت باقي ذلك ، وقد كانوا أضلوا بعيرا لهم.
فقال أبو جهل ـ لعنه الله ـ : قد أمكنكم الفرصة من محمّد ، سلوه كم الأساطين فيها والقناديل. فقالوا : يا محمّد انّ هاهنا من قد دخل بيت المقدس ، فصف لنا كم أساطينه وقناديله ومحاريبه؟ فجاء جبرئيل فعلّق صورة البيت المقدس تجاه وجهه فجعل يخبرهم بما سألوه. فلمّا أخبرهم قالوا : حتّى تجيء العير ونسألهم عمّا قلت. فقال لهم : وتصديق ذلك أنّ العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس يقدمها جمل أحمر.
فلمّا أصبحوا أقبلوا ينظرون الى العقبة ويقولون : هذه الشمس تطلع الساعة. فبينا هم كذلك اذا طلعت العير مع طلوع الشمس يقدمها جمل أحمر. فسألوهم عمّا قال رسول الله ، فقالوا : لقد كان هذا : ضلّ جمل لنا في موضع كذا وكذا ،
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٢٦١.