وفي ذلك قال (بعد ذلك) حسّان :
سائل بني الأصفر إن جئتهم |
|
ما كان أنباء بني واسع |
لا وسّع الله له قبره |
|
بل ضيّق الله على القاطع |
رمى رسول الله من بينهم |
|
دون قريش ، رمية القاذع |
واستوجب «الدعوة» منه بما |
|
بيّن للناظر والسامع |
فسلّط الله به «كلبه» |
|
يمشي الهوينا مشية الخادع |
والتقم الرأس بيافوخه |
|
والنحر منه قفزة الجائع |
من يرجع العام الى أهله؟ |
|
فما «أكيل السبع» بالراجع |
قد كان هذا لكم عبرة |
|
للسيد المتبوع والتابع (١). |
وعن قولهم له : صف لنا بيت المقدس وأخبرنا عن عيرنا في طريق الشام وغير ذلك ، ممّا جادلوه به عبّر الله تعالى بقوله سبحانه : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى)(٢) وفي السورة قوله سبحانه : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى)(٣) وقد مرّ في الخبر السابق عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه سمّى من المكذّبين لحديثه عن إسرائه ومعراجه : أبا جهل ومطعم بن عدي. ثمّ مرّ خبر عتبة بن أبي لهب وأنّه كان أشدهم تكذيبا له. فهل الآية تشير الى أحد هؤلاء المكذّبين؟
سمّى المفسّرون أحد ثلاثة أشخاص من صناديد مشركي قريش مصداقا لهذه الآية ، وخبرا رابعا تسمي مسلما مصداقا معيّنا لها. ليس الّا واحدا من الثلاثة المشركين مذكورا في المكذّبين لحديث الرسول عن إسرائه ومعراجه هو أبو جهل ،
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٢٦١.
(٢) النجم : ١١ ، ١٢. والآيات : ١٩ ـ ٢١ يتعلق بها قصة الغرانيق ، وراجع ١ : ٣٣.
(٣) النجم : ٣٣ ـ ٣٥.