وقوله في حديث الصحيفة وهو من معجزات النبيّ صلىاللهعليهوآله :
وقد كان في أمر الصحيفة عبرة |
|
متى ما يخبّر غائب القوم يعجب |
محا الله منها كفرهم وعقوقهم |
|
وما نقموا من ناطق الحق معرب |
وأمسى ابن عبد الله فينا مصدّقا |
|
على سخط من قومنا غير معتب |
وقوله في قصيدة يحضّ أخاه حمزة على اتباع النبيّ والصبر في طاعته :
فصبرا ـ أبا يعلى ـ على دين أحمد |
|
وكن مظهرا للدين ـ وفّقت ـ صابرا |
فقد سرّني إذ قلت إنّك مؤمن |
|
فكن لرسول الله ـ في الله ـ ناصرا |
وقوله في وصيته وقد حضرته الوفاة :
اوصي بنصر النبيّ الخير مشهده |
|
عليا ابني وشيخ القوم عبّاسا |
وحمزة الأسد الحامي حقيقته |
|
وجعفرا : أن يذودا دونه الناسا |
كونوا ـ فداء لكم أمّي وما ولدت ـ |
|
في نصر أحمد دون الناس أتراسا |
في أمثال هذه الأبيات ممّا هو موجود في قصائده المشهورة ، ووصاياه وخطبه ، ما يطول به الكتاب (١) فإنّ استيفاء ذلك جميعه لا تتسع له الطوامير ، وما روى من ذلك في كتب المغازي وغيرها أكثر من أن يحصى ، يكاشف فيها من كاشف النبيّ ويناضل عنه ويصحح نبوته ... ولا شكّ في أنّه لم يختر تمام مجاهرة الأعداء استصلاحا لهم ولحسن تدبيره في دفع كيدهم ، لئلّا يلجئوا الرسول الى ما ألجئوه إليه بعد موته (٢).
وقال العلّامة الطباطبائي : وروايات أئمة أهل البيت عليهمالسلام مستفيضة على ايمانه ، والمنقول من أشعاره مشحون بالإقرار على صدق النبيّ وحقيقة دينه ، وهو الّذي آوى النبيّ صغيرا وحماه بعد البعثة وقبل الهجرة ، وقد كان أثر مجاهدته
__________________
(١) مجمع البيان ٣ : ٤٤٦.
(٢) مجمع البيان ٧ : ٤٠٦.