وحده في حفظ نفسه الشريفة في العشر سنين قبل الهجرة يعدل أثر مجاهدة المهاجرين والأنصار بأجمعهم في العشر سنين بعد الهجرة (١).
وقال في تفسير الآية : لمّا بيّن في الآيات السابقة حرمان المشركين ـ وهم قوم النبيّ ـ من نعمة الهداية ، وضلالهم باتباع الهوى ، واستكبارهم عن الحق النازل عليهم ، وايمان أهل الكتاب به واعترافهم بالحق ، ختم هذا الفصل من الكلام بأنّ أمر الهداية الى الله لا إليك ، يهدي هؤلاء من أهل الكتاب وهم من غير قومك الّذين تدعوهم ، ولا يهدي هؤلاء وهم قومك الّذين تحب اهتداءهم ، وهو أعلم بالمهتدين (٢).
وفي السورة قوله سبحانه : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا)(٣) قال الطبرسي : قيل : إنّما قاله الحرث بن نوفل بن عبد مناف فإنّه قال للنبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّا لنعلم أنّ قولك حقّ ، ولكن يمنعنا أن نتّبع الهدى معك ونؤمن بك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا ، ولا طاقة لنا بالعرب (٤).
وروى السيوطي بأسناده عن ابن عباس : أنّ القائل هو : الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف (٥).
وفيها قوله سبحانه : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)(٦) ونقل الطبرسي عن السدي
__________________
(١) الميزان ١٦ : ٥٧.
(٢) الميزان ١٦ : ٥٥.
(٣) القصص : ٥٧.
(٤) مجمع البيان ٧ : ٤٠٦.
(٥) الدر المنثور ٥ : ١٣٤ ، سورة القصص.
(٦) القصص : ٦١.