البواقي ، وعليه فيكون المعراج ونزول سورته في أواخر السنة الاولى من تلك المدّة.
وقد مرّ في خبر القميّ في تفسيره : أنّ اسماعيل الملك سأل جبرئيل : من هذا معك؟ فقال : محمّد ، قال : أو قد بعث؟ قال : نعم (١) أو : أو قد ارسل إليه؟ (٢) وإنّما يتناسب هذا التساؤل مع أوائل البعثة بالنبوة أو الرسالة والتنزيل عليه ، لا بعد ذلك بكثير ، فضلا عمّا بعد الهجرة.
ومع الالتفات الى التفريق بين البعثة بالنبوة والرسالة ينتفي الخلاف بين عمدة الأقوال : السنة الثانية والخامسة ، فالثانية من الرسالة والتنزيل هي الخامسة من البعثة بالنبوة ، وسيما وأنّ رواية السنة الثانية تنتهي الى ابن عبّاس وهو المعروف بالقول بنزول القرآن في عشر سنين ، فكأنّه لا يحسب الثلاث سنوات الاولى لاعتبار أنّه صلىاللهعليهوآله إنّما امر بالانذار بعدها.
وابن عبّاس أدرك مدّة قصيرة من حياة الرسول صلىاللهعليهوآله ولم يكن معه حين معراجه حتّى يكون شاهدا بتأريخه ، فلا بدّ أنّه نقله من شخص آخر لم يذكره ، فهو نقل تأريخي لم يذكر المصدر فيه فلا قيمة له عند التحقيق ، لو لا أنّا نعلم أنّ أكثر علم ابن عبّاس هو من علم علي عليهالسلام ، فيبدو أنّه ينقله عنه عليهالسلام ، الّا أنّ النقل اختلف عنهما بين الاثنين والثلاث.
ولعلّ الّذين أرّخوا المعراج بعام ونصف أو بخمسة عشر شهرا بعد مبعثه (٣) أو بعد البعثة بستة عشر شهرا (٤) أخذوا السنتين عن ابن عبّاس واجتهدوا فيها بالمداقة في شهورها مختلفين.
__________________
(١) تفسير القميّ ٢ : ٥.
(٢) تأريخ الخميس ١ : ٣١٠ ومجمع الزوائد ١ : ٧٠ عن المواهب اللّدنية ٢ : ٦.
(٣) سيرة مغلطاي : ٢٧.
(٤) شرح الشفاء للقاري ١ : ٢٢٢.