ولعلّ من أقوى ما يدلّ على تأريخ المعراج بأوائل السنة الخامسة : ما مرّ من اثبات ميلاد فاطمة الزهراء عليهاالسلام في السنة الخامسة من النبوّة ، بالاضافة الى ما روى عن الامام الصادق عليهالسلام وابن عبّاس وسعد بن مالك وسعد بن أبي وقّاص وعائشة : أنّها إذ عاتبته على كثرة تقبيله لابنته الزهراء قال لها : يا عائشة! لمّا اسري بي الى السماء أدخلني جبرئيل الجنة ، فناولني منها تفّاحة ، فأكلتها ، فصارت نطفة في صلبي ، ففاطمة من تلك النطفة ، ففاطمة حوراء إنسية ، وكلّما اشتقت الى الجنّة قبّلتها (١).
وقد علم ممّا مرّ أنّ فاطمة ولدت بعد البعثة بخمس سنين أي في السنة الثانية من الرسالة والتنزيل ـ وهو محمل قول الشيخ المفيد ومن قال بولادتها في السنة الثانية ـ واذا كان ظهور نطفة فاطمة واستقرارها في موضعها طبيعيا اقتضى أن يكون المعراج قبل ذلك بأكثر من تسعة أشهر ولا أقلّ منها ، ولكن لا يدرى هل هي من المعراج الأوّل أو الثاني؟ فلو كانت من الأوّل اقتضى ذلك ترجيح القول الأوّل بأن المعراج كان بعد سنة من الرسالة ، ليكون ميلاد الصديقة في السنة الثانية.
وبما أن التأريخ بسنة البعثة بالنبوة لا السنة العربية بدءا بمحرّم ، فالحساب من شهر شعبان ـ بعد البعثة في أواخر شهر رجب ـ وإليه ، وعليه فيترجّح القول بكون
__________________
(١) بحار الأنوار ١٨ : ٣١٥ و ٣٥٠ و ٣٦٤ عن تفسير القميّ وعلل الشرائع والمختصر. وملحقات إحقاق الحق للمرعشي ١٠ : ١ ـ ١١. أخبار الدول : ٨٧ وتأريخ بغداد ٥ : ٨٧ وذخائر العقبى : ٣٦. وكنز العمّال ٣٠ : ٩٤ و ١٤ : ٩٧. ومجمع الزوائد ٩ : ٢٠٢. ومحاضرات الأوائل : ٨٨. ومستدرك الحاكم ٣ : ١٥٦ وتلخيصه للذهبي والمطالب السنية : ٢٣٩. ومفتاح النجا : ٩٨ مخطوط. ومقتل الخوارزمي : ٦٤ ومناقب المغازلي : ٣٥٨ والمواهب اللدنية ٢ : ٢٩ ، وميزان الاعتدال ١ : ٣٨ و ٢٥٣ و ٢ : ٢٦ و ٨٤ و ١٦٠ و ٢٩٧ ونزهة المجالس ٢ : ١٧٩. ونظم درر السمطين : ٧٧. ووسيلة المآل : ٧٨. وينابيع المودة : ٩٧.